طالب زين الدين زيدان، مدرّب ريال مدريد، من الإتحاد الفرنسي لكرة القدم، إعادة مهاجمه كريم بن زيمة إلى صفوف المنتخب الفرنسي، واصفا إياه باللاّعب المهم والقادر على تقديم الإضافة فوق أرضية الميدان. لم يفوّت “زيزو” الفرصة، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة فريقه أمام نادي خيخون والتي عادت نتيجتها للريال ب 5 / 1، سجّل منها بن زيمة ثنائية جديدة، للمرافعة لصالح قلب هجومه ومواطنه الفرنسي. وحرص زيدان على تمرير رسالة إلى نوال لوغريت رئيس الإتحاد الفرنسي، حين دعاه بطريقة غير مباشرة لإعادة النظر في قرار إقصاء بن زيمة من المنتخب الفرنسي، بسبب اتهامه بمساومة زميله في المنتخب، ماتيو فالبوينا في قضية فيديو إباحي. وقال زيدان على مسمع من الصحفيين، أول أمس، “فرنسا لا يمكنها الاستغناء عن لاعب مثل بن زيمة”، مضيفا “إنه لاعب مهم للفريق، يمكنه تقديم عدة أشياء للفريق، ولن أنظر سوى للجانب الرياضي”، مضيفا وهو يوجّه رسالته لمسؤول الاتحاد الفرنسي “أتمنى ألاّ يتم النظر سوى لهذا الجانب، فالاستغناء عن لاعب من هذا النوع يمكن أن يعقّد الوضعية”، في إشارة إلى احتمال إقصاء بن زيمة من المنتخب الفرنسي عند مشاركته في كأس أمم أوروبا. وبدا واضحا بأن زيدان الذي استفاد بدوره من الثناء والتأييد للاعبه بن زيمة حين تولّى زيزو تدريب النادي الملكي خلفا للمدرّب رافاييل بينيتيز، بصدد ردّ جميل مهاجمه، من خلال تجديد تأييده له في قضيته مع فالبوينا، كون بن زيمة ثمّن في تصريحاته الإعلامية، تعيين زيدان مدرّبا للريال، مضيفا “إنه مدرّب كبير ويعرف كل شيء عن كرة القدم، نحن معه”، في حين كان صانع الألعاب السابق للمنتخب الفرنسي، قد أعلن وقوفه بجانب بن زيمة حتى قبل توليه تدريب الفريق الأول للريال، ليعود زيدان مرة أخرى ويدعّم بن زيمة، كون تصريحاته، وهو مدرّبا للفريق الأول للنادي الملكي، سيكون له تأثير أقوى مما سبق. ويبدو، من خلال إقصاء بن زيمة من المنتخب الفرنسي، ووقوف زين الدين زيدان بجانبه، بأن اللاّعبين المزدوجي الجنسية ينتهجون خيار التضامن فيما بينهم، كون بن زيمة ليس اللاّعب الفرانكو جزائري الأول الذي استُبعد من منتخب “الديكة”، بل حتى سمير ناصري أيضا وجد نفسه خارج حسابات ديديي ديشان، وفي مواجهة مفتوحة أمام الإعلام الرياضي الفرنسي، مما جعل ناصري يوجّه انتقادات لاذعة لمدرّب المنتخب الفرنسي، لاقتناعه بأن استبعاده لا علاقة له بالجانب الفني. ولم يسلم زين الدين زيدان أيضا من “نكران الجميل” وجحود الفرنسيين، وهو الذي أهداهم تاجا عالميا سنة 1998 لم يكن أحدا يحلم به، حين أثار الإعلام الفرنسي قضية من العدم، بنقل تصريحات متعاون صحفي فرنسي سبق له محاورة زيدان حين كان لاعبا. وكشف الصحفي بأن النجم “زيزو” وقتها طلب منه “حصته” من قيمة ال 5 آلاف أورو التي استفاد منها من نشر حواره الحصري. وكانت محاولة تحطيم صورة زيدان في نظر الفرنسيين وتلطيخ سمعته بعدما اعتزل ممارسة اللّعبة، مؤشّرا قويا على أن فرنسا لا تنظر بنفس العين للاعبيها، كون سهام الانتقادات وقرارات الاقصاءات تطال سريعا المزدوجي الجنسية، وهو الطرح الذي جسّدته في وقت سابق فضيحة “الكوطات” التي فجرّها موقع “ميديا بار” وتورّط فيها المدرّب السابق لمنتخب فرنسا لوران بلان.