أصدر مجلس الوزراء لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا قرارًا، أمس، بتشكيل حكومة وحدة وطنية تحت غطاء الأممالمتحدة، تضم 32 وزيرًا، حيث أعطيت 9 حقائب وزارية للمنطقة الغربية، و8 حقائب للمنطقة الشرقية، و7 حقائب لمنطقة الجنوب، واثنتان تحت تصرف رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، ونصب المهدي إبراهيم البرغثي وزيرًا للدفاع، والعارف الخوجة وزيرًا للداخلية. سيكون أمام البرلمان المعترف به دوليًا مهلة 10 أيام للموافقة على التشكيل الحكومي، الذي أعلن عنه، أمس، حيث أوكلت لمروان أوسريويل حقيبة الخارجية، أما عبد السلام الجنيدي فسلمت له حقيبة العدل، وذهبت حقيبة المالية إلى الطاهر سركز، وحقيبة الثقافة لأسماء مصطفى الأسطى، لتكون المرأة الوحيدة في التشكيل الحكومي. تشكيلة للخروج من الفوضى إلى الاستقرار وقال المحلل السياسي الليبي، أشرف الشح، في تصريح ل«الخبر”، إن التشكيل الحكومي المعلن عنه هو تشكيل لملمة أطراف الوطن بعد صراع طويل، معتبرا أن التشكيلة المقدمة مقبولة جدا للخروج من مرحلة الاحتقان والفوضى إلى مرحلة الاستقرار، ولمّ شمل الليبيين. وأوضح أشرف الشح أن أحد أهداف التشكيل الحكومي الرئيسية الابتعاد عن الأسماء الجدلية التي قد تجعل أحد الأطراف تتشنج، مضيفا “الإجماع مستحيل في أي بلد كان على تشكيلة أي حكومة، لكن غالبية الرأي العام موقفها إيجابي، الكل يرحب ويبارك ويطالب بسرعة التحرك للقضاء على مظاهر الاقتتال والفوضى والانهيار، وسيكون على مجلس النواب الذي سينضم إليه الأعضاء المقاطعون التصويت على التشكيلة في غضون 10 أيام المقبلة”. وحول المهدي ابراهيم البرغثي، الذي عين وزيرا للدفاع، ومعروف أنه محسوب على عملية الكرامة التي يقودها فريق ركن خليفة حفتر، قال الشح: “البرغثي قائد كتيبة 204 دبابات لا يمكن القول إنه حفتري بامتياز، فقد جمعته لقاءات عدة مع ثوار بنغازي المحسوبين على التيار المدني، والبرغثي هو أحسن الخيارات السيئة لهذا المنصب”، ليواصل بخصوص وزير الداخلية قائلا: “العارف الخوجة أحد المعروفين باعتداله وهو من طرابلس، ولم يخف أبدا عداءه لحفتر، وبذلك هناك توازن في العملية بين كافة الفاعلين على الأرض”. وأشار المتحدث إلى إن علي القطراني، نائب مجلس الوزراء وممثل القيادة العامة للقوات المسلحة داخل المجلس، وعمر الأسود نائب مجلس الوزراء وممثل الزنتان، مؤقتا، كون تشكيلة الحكومة لم ترق لهما، ليظل في المجلس 6 أعضاء ورئيسه فايز السراج بدلا عن 9. في نفس السياق، اعتبر نائب مجلس النواب لبرلمان طبرق، فتحي القباضي، في تصريح ل«الخبر” أن التشكيلة المعلن عنها هي “حكومة محاصصة مناطقية، وأغلب الشخصيات غير معروفة”. ورحب رئيس بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، الألماني مارتن كوبلر، بتشكيل حكومة الوفاق الوطني من قبل المجلس الرئاسي، وقال إنها فرصة ذهبية لليبيين ليجتمعوا معا لبناء بلدهم، معتبرا تشكيل حكومة الوفاق وثبة هامة لإنهاء الانقسامات السياسية والنزاع المسلح في البلاد وتحقيق السلام والاستقرار، حسب بيان له، دعا فيه أعضاء البرلمان إلى ضرورة التحرك الفوري للخطوة التالية، وإعلاء المصلحة الوطنية للبلاد فوق كل الاعتبارات، والانعقاد بأسرع وقت لمناقشة اعتماد الحكومة المقترحة. من جهته، وصف وزير الخارجية الإيطالي، باولو جينتيلوني، تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي أعلن عنها، أمس، بالخطوة المتقدمة إلى الأمام، مضيفا في تعليق على حسابه الشخصي “تويتر”: “بعد ليلة من المفاوضات، أعلن المجلس الرئاسي الليبي تشكيل حكومة جديدة.. الأمر خطوة إلى الأمام في وضع لا يزال هشا”، واختتم الوزير الإيطالي تغريدته بالقول إن “ما يلزم الآن هو موافقة البرلمان على التشكيلة”. وأكد مجلس الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يدعم بشكل كامل الاتفاق السياسي الليبي، ورحب بتشكيل مجلس الرئاسة، برئاسة فايز السراج، وجدد موقفه الداعم لحكومة الوفاق الوطني باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة لليبيا. المجلس البلدي البيضاء يطالب حكومة الثني بالمغادرة على صعيد متصل، أمهل المجلس البلدي البيضاء حكومة الثني في خطاب وجهه إلى عبد الله الثني، رئيس وزراء الحكومة المؤقتة المنبثقة عن برلمان طبرق، مدة أقصاها 24 ساعة لمغادرة مدينة البيضاء، مطالبا كافة الوزارات والهيئات التابعة لحكومة الثني، بالإضافة إلى مصرف ليبيا المركزي التابع لبرلمان طبرق، بمغادرة المدينة، وهدد في خطاب له باستخدام القوة في حالة عدم الاستجابة إلى مطلبه بمغادرة المدينة، مشددا على أن حكومة الثني باتت غير مرغوب في تواجدها في البيضاء. فيما دعا رئيس المؤتمر الوطني، نوري بوسهمين، رئيس مجلس نواب برلمان طبرق، عقيلة صالحة إلى أهمية الإيفاء بالتعهدات والوعود وترجمتها إلى واقع عملي، مشيرا إلى لقاء مالطا والإعلان عن بدء الحوار الليبي الليبي، موضحا في خطاب وجهه إلى عقيلة أن المؤتمر الوطني شرع في تشكيل اللجان، لوضع خارطة الطريق للحوار الليبي الليبي، مشيرا إلى محاولاته المتكررة للتواصل معه، والتي لم تسفر عن أي استجابة إلى حد الآن.