اتهم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، ورئيس الحكومة الحبيب الصيد، ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أطرافا سياسية وتنظيمات متطرفة بالسعي إلى استغلال الاحتجاجات في مدن الجنوب والمطالب المشروعة للشباب العاطل عن العمل لإحداث الفوضى وكسر مسار الانتقال الديمقراطي . اتهم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي من وصفها ب “الأيادي الخبيثة التي تحاول دفع الاحتجاجات السلمية في عدد من مدن تونس إلى الفوضى، وهذه الأيادي معروفة، ومن بينهم ناشطون سياسيون في أحزاب مرخص لها وأحزاب تنشط بطريقة غير شرعية”، مشيرا إلى أن “هناك تهييجا إعلاميا داخليا يستهدف تونس”، واتهم “صحفيين تونسيين يعملون في وسائل إعلامية أجنبية بتبني مواقف سياسية والعمل على تهييج التونسين”، وقال إن “هناك مندسين يعملون على التخريب وأطرافا سياسية تحاول استغلال المطالب المشروعة للشباب العاطل عن العمل”. وشدد السبسي على أن تنظيم داعش الارهابي المتمركز في ليبيا، دخل على الخط وحاول استغلال الفرصة، محذّرا “من استقطاب التنظيمات المتطرفة للبطالين من أجل القيام بعمليات إرهابية”. وعبّر السبسي عن تفهمه للتحركات التي قامت في مناطق القصرين والجنوب، وبأنها مشروعة بسبب انتظارهم لمدة خمس سنوات، وطمئن الرئيس السبسي التونسيين بأن الحكومة ستوفر التمويل اللازم للمشاريع التنموية، وحرص على طمأنة الدول الأجنبية قائلا “أطمئن شركاءنا في الخارج أن تونس بخير وأننا سنجتاز هذه المرحلة بنجاح”. من جهته، اتهم رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي أطرافا تريد استغلال الظرف والاحتجاجات في تونس، وقال الغنوشي في تصريحات صحفية إن “الاحتجاج بالفوضي والتخريب يعطي فرصة للإرهابيين ويعطي المزيد من التعفين للأوضاع”. وسارع رئيس الحكومة التونسية إلى عقد مجلس وزاري طارئ، وقال في مؤتمر صحفي إن “هناك أهدافا أخرى في الاحتجاجات، وهناك اندساسا يحدث هذه الفوضى”، ودعا الصيد الشباب في تونس إلى الابتعاد عن المتطرفين والحذر من استغلال هؤلاء للوضع واستقطاب الشباب قائلا “هناك تيارات هدامة حاولت استغلال الوضع، وهذه التيارات تعتقد أن الوضع يمثل فرصة لإسقاط الدولة”، مضيفا إن “هناك من يريدون تعكير صفو الانتقال الديمقراطي في تونس”، وأكد الصيد “نحن مطالبون بالحفاظ على الديمقراطية الفتية، وهي اختيار لا رجعة فيه.. وإذا كان البعض يحاول أن يشكك فيها، فهم مخطئون”، مشيرا إلى أن “هناك تحديات تواجه الجمهورية الثانية والديمقراطية الفتية، وأبرزها التهديد الإرهابي.. هناك تحسن أمني كبير، لكن البلاد مازالت في خطر”. وأوضح رئيس الحكومة التونسية أن الوضع في أغلب المناطق تحت سيطرة قوات الجيش والأمن، مشيدا بأداء قوات الأمن في التعامل بحكمة مع الاحتجاجات مقارنة بتعاملها في مراحل سابقة، وقال “نحن نعمل على تهدئة الأوضاع وتخفيف الضغط، والحكومة حاولت قدر المستطاع التكفل بالانشغالات الاجتماعية للمواطنين، رغم الضغوط الأمنية والتحديات الاجتماعية”. وأعلن مسؤول في وزارة الداخلية عن إصابة 109 من عناصر الشرطة خلال الاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها في تونس، وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية وليد الوقيني أن الأحداث الأخيرة التي جدت في عدد من المدن في تونس، توفي خلالها ضابط أمن وتسجيل 109 إصابات في صفوف أعوان الأمن والحرس والحماية المدنية، إضافة إلى مقتل شاب عاطل عن العمل في منطقة القصرين، وإصابة 28 في صفوف المحتجين. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية وليد الوقيني: إن الوحدات الأمنية أوقفت 261 شخصا في حالة خرق لقرار حظر التجول، بعضهم كانوا يحاولون سرقة محلات تجارية. وكانت السلطات التونسية قد قررت فرض حظر التجول في كامل تونس، بدءا من الليلة قبل الماضية، بعد موجة احتجاجات عنيفة شهدتها عدة مدن في تونس للمطالبة بالشغل والتنمية.