الإرهاب يضرب مؤسّسة الرئاسة والحكومة تعلن الحرب *** رئيس الحكومة التونسية: (سنطبّق قانون الاإرهاب بكلّ صرامة) * المرزوقي يدعو إلى تجاوز الخلافات والغنوشي يطالب بالوحدة دخلت تونس الثلاثاء مرحلة خطيرة بعد أن صعّد الإرهاب من دمويته من خلال استهداف مباشر لمؤسّسة الرئاسة وهو ما عدّته الحكومة انتهاكا صارخا من الجماعات المسلّحة التي أعلنت ضدها تونس حربا شاملة توعّدتها فيها بالنهاية القريبة. ق.د / وكالات اعتبر رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد في كلمة إلى التونسيين أمس الأربعاء أن انفجار التلاثاء كان بهدف ضرب مؤسّسة رئاسة الجمهورية من خلال حافلة الأمن الرئاسي وعلى بعد 200 متر من وزارة الداخلية ورأى أن هذا أمر خطير جدّا أراد من خلاله الإرهابيون إرسال رسالة بأنهم قادرون على الوصول إلى قلب العاصمة وكانوا يحاولون زعزعة أركان الدولة وأضاف: (بعد اجتماع مع الرئاسة ومجلس النواب اتخذنا قرار حظر التجول والطوارئ وكذلك اجتماع مجلس الأمن هذا الصباح وتمّ تطبيق حظر التجول بكل صرامة منذ التلاثاء لأن البعض لم يحترم الحظر البارحة). كما أشار الصيد إلى أن (الحرب على الإرهاب ليست مهمّة الحكومة أو الأمن والجيش فقط بل هي حرب الجميع ومسؤولية الأحزاب والمنظمات والمواطنين لمقاومة هذه الآفة التي تضرب كل مدن العالم ولا بد من وحدة وطنية حقيقية لكل القوى الحية للدفاع عن حرياتنا وطريقة عيشنا التي يحاولون تغييرها) وأكد أن (قانون الإرهاب سيطبق بكل حذافيره منذ الآن ولن يكون هناك تساهل مطلقا لأن البلاد في خطر ولا بد من تطبيق الإجراءات والقوانين بكل تفاصيلها. إلى ذلك دعا الأحزاب والمنظمات إلى ضرورة التكاتف في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد ولن نفشل في هزم الا رهاب لافتاً إلى أنّ هناك إجراءات أخرى سيتم اتخاذها بعد قليل في اجتماع مجلس الأمن القومي. وكان وزير الصحة التونسية سعيد العايدي صباح امس الأربعاء أعلن أن عدد ضحايا انفجار أمس قد ارتفع إلى 13 قتيلا و20 جريحا من بينهم أربعة مدنيين حالتهم مستقرة. كذلك أوضح المتحدث باسم الداخلية التونسية وليد الوقيني أنه تم التعرف على جثة 12 شهيدا جميعهم من الأمن الرئاسي ويجري الآن التثبت من هوية الجثة رقم 13 التي لم يتم التعرف عليها بعد. * تفجير انتحاري قال متحدث باسم نقابة الأمن الرئاسي التونسي امس الأربعاء إن انتحاريا هو من نفذ التفجير على الحافلة التي كانت تقل الأمنيين الثلاثاء وأسفر عن مقتل 13 عنصرا وجرح 20 آخرين. وقال العضو بالنقابة هشام الغربي إن التحقيقات كشفت مبدئيا أن انتحاريا صعد إلى حافلة الأمن الرئاسي لحظة وقوع الانفجار أمس بقلب العاصمة وعلى بعد قرابة 200 متر من مقر وزارة الداخلية. وصرح الغربي لإذاعة (شمس أف أم) الخاصة إن (شخصا كان يحمل حقيبة ظهر وبحوزته متفجرات (تي إن تي) وكان يضع سماعات ويرتدي معطفا وبمجرد دخوله من باب الحافلة نفذ عملية التفجير. وقال وزير الصحة سعيد العايدي إن 17 عنصرا أمنيا حالتهم مستقرة بينما خضع ثلاثة عناصر إلى عمليات جراحية. * إجراءات طارئة كما أعلن وزير النقل التونسي محمود بن رمضان في ختام جلسة طارئة عقدها مساء الثلاثاء عن إجراءات استثنائية عاجلة بالموانئ التجارية والبحرية ومطار تونسقرطاج الدولي بعد حادثة تفجير حافلة للأمن الرئاسي مساء الثلاثاء. وقالت الوزارة إنه تقرر الترفيع في مستوى الأمن بالموانئ البحرية التجارية إلى المستوى الثاني ما يعني تشديد مراقبة المنافذ على الأشخاص والعربات والبضائع وأخذ الاحتياطات اللازمة وتابعت أنه تم تغيير المنفذ العلوي للمطار وغلق الجسر العلوي بصفة احتياطية والسماح في الوقت الحاضر للمسافرين فقط بالدخول لبهو المطار دون مرافقين. وأعلنت الرئاسة التونسية في بلاغ لها أن الرئيس الباجي قايد السبسي ألغى زيارة الدولة إلى سويسرا التي كان مقرّرا القيام بها الأربعاء والخميس 25 و26 نوفمبر بعد التفجير الذي استهدف حافلة تابعة لوحدات الأمن الرئاسي مساء الثلاثاء. وقال مدير الدورة 26 لأيام قرطاج السينمائية المخرج إبراهيم اللطيف في تصريح لوكالة (تونس إفريقيا) للأنباء إن إلغاء العروض الليلية بسبب قرار حظر التجوّل لن يدفع ضيوف المهرجان إلى مغادرة تونس قبل نهاية التظاهرة. كما قرر المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل تأجيل الإضراب العام في القطاع الخاص الذي كان مقررا ليوم الأربعاء بإقليم العاصمة بالإضافة إلى كل الإضرابات الإقليمية والتجمّعات المبرمجة إلى وقت لاحق. وأكد السبسي أنه لا بد من ضبط استراتيجية جديدة لمقاومة الإرهاب مشيرا إلى أن (تونس في حالة حرب ضد الإرهاب اليوم) فيما قرّرت وزارة الداخلية رفع درجة التأهّب إلى الدرجة القصوى. * المرزوقي يدعو إلى تجاوز الخلافات والغنوشي يطالب بالوحدة دعا الرئيس التونسي السابق الدكتور منصف المرزوقي التونسيين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم إلى (تجاوز خلافاتهم وتوحيد صفوفهم لمواجهة الخطر الذي يتهدد الجميع) حسب ما جاء في كلمة تم نشرها مساء الثلاثاء في فيديو على موقع (يوتيوب). وتابع المرزوقي معلقا على عملية التفجير التي استهدف حافلة تابعة للأمن الرئاسي في قلب العاصمة تونس وسقط ضحيتها في حصيلة رسمية 12 قتيلا و20 جريحا قائلا إن (المجرمين يسعون عبر هذه العمليات إلى بث البلبلة في المجتمع وهزّ أركان الدولة). ولفت الرئيس السابق إلى أن الوقت غير مناسب للحسابات والخلافات السياسية التي اعتبرها طبيعية في كل مجتمع مؤكّدا أنه (يجب أن يكون الجميع يدا واحدة وراء العلم والدولة) داعيا إلى (مواصلة تطبيق الخطّة الوطنية لمقاومة الإرهاب بكافة جوانبها الأمني والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والديني والثقافي لنتمكن من محاربة هذه الآفة) حسب تعبيره. * تأثّر شديد عبّر المرزوقي عن تأثره الشديد بما حدث واصفا مؤسسة الرئاسة ب (العزيزة عليَّ لأنني اشتغلت مع هؤلاء الأعوان فترة ثلاث سنوات فهم يشتغلون في تواضع وصمت) حسب قوله وأضاف أن (الإرهابيين يستهدفون التونسيين جميعا فهؤلاء الناس لا مشروع سياسيا ولا أفق لهم وكل ما يرغبون فيه هو بثّ الرعب كي لا نعيش بشكل طبيعي لكن لا بد من مواصلة العيش وهذا هو الرد المفعم عليهم). * أعداء للديمقراطية من جانبه وصف رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الذين نفذوا عملية تفجير حافة الأمن الرئاسي بالمجرمين الذين لا يمكن أن يكونوا سوى أعداء للديمقراطية والسلم. وتابع الغنوشي: (هؤلاء مفسدون بالمصطلح القرآني ويقاتلون مسلمين يحمون الوطن) مضيفا: (الإرهاب أفعى عالمية ومطلوب من الشعب أن يؤكد وحدته لأن الإرهاب موجه ضد كل الديمقراطيات) وفق تعبيره. كما أدان زعيم النهضة في مداخلة على التلفزيون الرسمي (العملية الإرهابية الجبانة التي طالت عناصر الأمن الرئاسي) وفق تعبيره. * فرض حالة الطوارئ أعلنت الرئاسة التونسية قبل ذلك أن الحصيلة الوقتية للتفجير الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي بلغت 12 قتيلا و20 جريحا من بينهم 17 حالتهم مستقرة وثلاثة يخضعون لعمليات. وأعلن الرئيس الباجي قايد السبسي مساء الثلاثاء فرض حالة الطوارئ لمدة 30 يوما وحظر التجول ليلا على الأشخاص والعربات بإقليم العاصمة. ويشمل قرار حظر التجول الذي جاء في كلمة مختصرة ألقاها السبسي عبر التلفزيون أربع محافظات وهي تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة ويبدأ الساعة التاسعة ليلا ويتواصل إلى الخامسة صباحا.