”النصف الثاني من 2016 سيكون صعبا، وسنة 2017 ستكون أصعب” هو التصريح الذي أدلى به الوزير الأول، عبد المالك سلال، في خرجته الأخيرة، مخالفا ما كان يصدر من الحكومة حول إمكانية صمود الجزائر من الناحية الاقتصادية أمام تداعيات الصدمة الخارجية، رغم أن تصريح سلال كان ولا يزال يجد ترجمته الميدانية على أرض الواقع في عدة أشكال، على غرار الحلة ”الباهتة” لصالون الجزائر الدولي في طبعته ال49. أسدلت الشركة الجزائرية للمعارض والتصدير ”صافكس” الستار على طبعة الموسم الحالي لمعرض الجزائر الدولي إيذانا باختتامها، بعد أزيد من أسبوع لم ترق خلاله المشاركة الدولية إلى مستوى الطبعات السابقة، متأثرة بظروف ”استثنائية” صنعتها العديد من العوامل الاقتصادية والإجرائية، يعتبر مردها الأساسي تواصل أزمة أسعار المحروقات المتسببة في تراجع الإيرادات الوطنية وفرض الحكومة حزمة من التدابير في إطار التكيّف مع الظروف الراهنة. وتبعا لتراجع حجم المشاركة الدولية للطبعة الحالية للصالون، يظهر جليا انعكاس التدابير المتخذة من قبل السلطات بشأن تقليص فاتورة الواردات الوطنية، من خلال تقييد التجارة الخارجية وفرض رخص الاستيراد على العديد من الفروع من المنتجات، ما جعل مجموعة مهمة من الشركات والمتعاملين الاقتصاديين تفضل عدم المشاركة في هذا الموعد، من منطلق أن منتجاتهم لم تعد تجد سهولة في الولوج للسوق الوطنية بسبب الإجراءات الأخيرة. وتعتبر الظروف المحيطة بصالون الجزائر الدولي نسخة متكررة من سيناريو واحد لما شهدته الطبعة الأخيرة للصالون الدولي للسيارات في الجزائر، الذي شهد تراجعا تاريخيا في عدد المشاركين، واكتفاء العلامات التي فضلت الظهور بمشاركة لا تتجاوز الطابع الرمزي في غياب العرض وعدم القدرة على تغطية الطلبات الكبيرة للسوق، فيما سعت الشركات المشاركة خلال معرض الجزائر الدولي كذلك إلى مجرد التأكيد على تواجدها في الجزائر، والإشهار لمنتجاتها في سبيل الحفاظ على حصتها في السوق. وبالمقابل، فإن بعض العارضين يحيلون سبب عدم المشاركة في هذه التظاهرة على عدم منحهم التأشيرات من قبل الجهات المسؤولة، من منطلق أن مجموعة كبيرة من المتعاملين ممن رغبوا في الحضور حرموا من ذلك جراء أمور إدارية محضة تتعلق بالحصول على التأشيرة، كما هو الشأن للوفد الأردني، فضلا عن الشركات الأجنبية الغائبة عن هذا الموعد، كما أن بعض المتعاملين فضلوا التركيز على المعارض المتخصصة بدلا من الصالون الدولي الذي يجمع كل التخصصات على صعيد واحد.