صنع مسلسل “اللي قاريه الذيب حافظو السلوڤي”، المعروف باسم “ماني ماني” الذي أنتجته محطة قسنطينة للتلفزيون وأخرجه عزيز شولاح، الفرجة لسنوات من 1984 إلى 1992. برز ألمع الأسماء الكوميدية بقسنطينة والشرق الجزائري في المسلسل الكوميدي “ماني ماني”، على غرار فاطمة حليلو، نورالدين بشكري، المرحوم كمال كربوز، علاوة زرماني، رشيد زيغمي، خرشي سليم، حسان بن زراري وغيرهم، والذين جسّدوا يوميات مجموعة من العائلات في حي سكني ومغامراتها مع الصراعات والمشاكل التي تنشب بين أفرادها، ضمن قالب كوميدي ساخر مفعم بروح الفكاهة والعفوية ما بين المسلسل والأفلام المنبثقة منه، على غرار “كبش العيد” “البرابول” و”ريح تور”. لا يزال أغلب الجزائريين يرددون شارة بداية المسلسل، بلحن موسيقى مسلسل “رأفت الهجان” والتي تلخّص عقلية كل شخصية في المسلسل “أنا هيه ماني ماني، اللي قاريه الذيب حافظو السلوڤي، على بشير القهوجي، لا طابلة ولا كرسي، تشرب غير بالتيكي، انا هيه ماني ماني، على روكي لبزانسي يبيع ويشري كل شيء، الأستاذ الجامعي اسمو غالي وجيبو خالي، على رشيد مول الطاكسي، حد ما يسالني هذا رزقي، عنتر مسكين مالادي ياكلها وهو منني، على السايح البوسطاجي اللي يكشف أسرار الغاشي”. وقد تحدّث الفنان نور الدين بشكري الشهير ب “السايح البوسطاجي” عن المسلسل الذي اعتبره استمرارا للفن والفكاهة التي أنتجتها محطة قسنطينة الجهوية، من خلال مواضيع ذكية صورت آنذاك الواقع المعيش للمواطن، مؤكدا أن العمل الفكاهي مهما كانت عبقرية صانعيه، غير أن الالتحام والتشاور بين الفنانين هو ما يصنع نجاحه، مضيفا أنه إذا ما تم التركيز على النص، فإن الأمر ينقص من صدق العمل. وقال بشكري، إن المسلسل صنع للممثلين فيه أسماء جديدة صاروا يعرفون بها وينادونهم بها كلما مشوا في الشارع، مرجعا سبب تعلق الجمهور بمثل هذه المسلسلات الفكاهية إلى كون مواضيعها ترسّخت في أذهان الكبار والصغار كونها جزائرية 100 بالمائة وصالحة تقريبا لكل زمان ومكان. وذكر بشكري أن الملاحق التي جاءت كأفلام استمرارية للسلسلة، على غرار “كبش العيد وريح تور” صوّرت في زمن قياسي وفي ظروف قاسية، غير أن إرادة المخرج والفنانين الذين كانوا لا يهمهم سوى إخراج عمل جيد والعمل معا كعائلة واحدة. وعن إمكانية إنجاز امتداد لهذا العمل، قال المتحدث إن الجمهور أصبح متطلبا من الناحية التقنية، لهذا فأي عمل يجب أن يرقى لأعلى المستويات حتى لا يخذل المشاهد.