عرف عند الجمهور الجزائري العريض، بدوره في سلسلة فكاهية من إنتاج محطة قسنطينة الجهوية، وبالتحديد في دور موزع البريد أو ما عرف عند الجمهور ''بالسايح البوسطاجي'' الذي كان يطل خلال سهرات رمضان الكريم على المشاهد الجزائري، هو نور الدين بشكري، الفنان والممثل السينمائي والمسرحي المولود بعاصمة الشرق، والمتألق في تقمص عدة أدوار عبر مسيرته الفنية، بدءا من مسرح قسنطينة الجهوي، كما لعب عدة أدوار سينمائية ومسرحية، على غرار سلسلة الفكاهة ''أعصاب وأوتار''، والفيلم السنمائي الثوري ''أسد الأوراس'' مصطفى بن بوالعيد'' عام ,2008 وغيرها من الأدوار الأخرى، ''المساء'' زارت الممثل في مكتبه بالمسرح الجهوي، فكان هذا الحوار معه. - غياب طويل عن الساحة الفنية، ما السبب؟ * الغياب مبرر بسبب المسؤولية التي أشرف عليها، فلست ممثلا فقط، حيث أعمل كمسير ومنتج مسرحي، هذا هو سبب غيابي عن بعض الأعمال المسرحية وحتى السينمائية، ولكن لا يعني أبدا اعتزالي المسرح، كما أن العمل كمساعد مخرج مع علي عيساوي في حصة ''ألوان بلادي''، أخد مني بعض الوقت، خاصة وأن الحصة تتطلب وقتا و مجهودا كبيرين، وبذلك وجب علي ترك العمل المسرحي لفترة معينة. - بالحديث عن المسرح، ترى بعض الجهات المسؤولة بقسنطينة أن نقص الإنتاج المسرحي مرده إلى نقص الإمكانيات المادية، هل تشاطرهم الرأي باعتبارك أحد الوجوه المسرحية البارزة؟ * أنا لا أشاطرهم الرأي، بالعكس تماما، فالإمكانات متوفرة بالنسبة لكل المسارح الجهوية وحتى الوطنية، حيث أنه في السنوات السابقة، لم نكن نرى إلا عملين مسرحيين أو ثلاثة في العام، وأصبح الإنتاج المسرحي اليوم يزيد عن ال50 إنتاجا في السنة؛ من طرف المسارح الجهوية عبر مختلف أنحاء الوطن، الجمعيات وحتى التعاونيات. - وما رأيك في بعض الشباب الذي يبرر عدم ظهوره على الساحة الفنية باحتكار الفنانين القدامى؟ * بالعكس تماما، فتقريبا 80 بالمائة من التوزيع يوجه للشباب، ونجد في الإنتاج المسرحي الواحد فنانا قديما واحدا، على غرار عنتر هلال وبجانبه 5 ممثلين شباب في خطوة تهدف لدعم هذه المواهب الشابة وتشجيعها على ولوج هذا العالم الفني الرائع المصنف كأب الفنون، كما أن معظم الشباب المسرحي اليوم محظوظ أكثر منا بالنظر لحصوله على تكوين جامعي متخصص، وكذا دعم كبير من الوزارة الوصية التي لم تبخل عليهم بشيء. - إذن، كيف تقيم واقع المسرح الجزائري في السنوات الأخيرة؟ * أظن أن المسرح الجزائري في تقدم ملحوظ، فمن بين أربعة أو خمسة مسارح سابقا، ارتفع العدد وأصبحنا نملك تسعة مسارح جهوية، وهذا شيء مشرف، كما أعتقد أن السياسة المنتهجة من طرف وزارة الثقافة التي تسعى إلى أن يكون لكل ولاية مسرح جهوي مستقبلا، سيعطي دفعا كبيرا للفنان، خاصة وأن المسرح الجهوي يعني خلق إمكانات جديدة، حيث سيسمح بدعم مواهب جديدة بالساحة الفنية، زيادة على خلق فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ولعل أبسط مثال في ذلك، هو أنه في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، تم عرض قرابة ال60 إنتاجا مسرحيا، وكل مسرحية تضم 15 فردا من ممثلين وعمال ديكور وملابس وغيرهم، فتخيلوا عدد المناصب التي وفرتها هذه المسرحيات، وعدد المواهب التي تم اكتشافها. - وهل تظن أن تنصيب المجلس الوطني للفن و الآداب سيعطي إضافة للمسرح؟ * إن شاء الله، ومادام أن الهيكل جديد، ويشرف عليه مختصون وعارفون بميدان الفن والفنانين، فإنه سيكون آلية للنقاش وطرح المشاكل مع وضع الاقتراحات الإيجابية للمستقبل، وأعتقد أن هذا التنصيب شيء إيجابي، وعلى الأقل سيكون بمثابة قاعدة للفنانين وحماية للفنان المبدع. - ما هي المشاريع الفنية الجديدة التي يعد بها بشكري محبيه؟ * أعد الجمهور المتتبع للأخبار الفنية بمشروع فني جديد في شكل مسلسل، سيعرض شهر رمضان مع عزيز شولاح الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، ولن أقدم المزيد لأترك المفاجأة للجمهور. - نور الدين بالمنزل ومع العائلة، هل هو نفس الشخص الفكاهي الطريف أم العكس؟ * أكيد هناك بعض الكوميديا بالمنزل، لكن ليس دائما، فالحياة التي نعيشها تستدعي الجدية وهناك مواقف يجب أن يكون فيها رب العائلة أكثر صرامة، على الرغم من شخصيته. - يقولون؛ وراء كل رجل عظيم امرأة، ما مدى صحة هذه المقولة عند بشكري؟ * أكيد وأقر فعلا أن زوجتي كان لها فضل كبير في نجاحي، فقد كانت ملهمتي ومساعدتي، وأعتبر أن الراحة بالمنزل تعطي الفنان دعما كبيرا لمواصلة عمله الفني، خاصة وأن الفنان وبطبيعة عمله يضطر للغياب عن المنزل لأيام وحتى أسابيع، وأنا أقول أن زوجتي وبالرغم من غيابي في كثير من الأحيان، كانت بمثابة الأم والأب في آن واحد. - هل واجهتك صعوبات مع العائلة في مشوارك الفني، خاصة مع الوالدين؟ * بالعكس، لم أجد أي مشاكل وصعوبات مع والدي، فقد كان متفهما وأنا أكن له كل الاحترام وأتمنى له طوال العمر ودوام الصحة، أما بالنسبة لوالدتي، فقد انتقلت إلى رحمة الله وأنا لم أتجاوز سن 13 سنة. - هل حدثت لك مواقف طريفة لازالت مغروسة في ذاكرتك؟ * لعل أكبر شيء مغروس في ذاكرتي، هو المقلب الذي أكلته من الكاميرا الخفية، فلحد اليوم لازلت أعاني من هذه المقالب، إذ أنني لم أعد أفرق بين من يمزح معي ومن يريد أن ينصب لي مقلبا، فاليوم يحاول الجميع نصب المقالب لنور الدين، حتى أصبحت أتضايق في بعض الوقت.