تحوّل ملف الراسبين في بكالوريا 2016 إلى قنبلة موقوتة تلغم الدخول المدرسي المقبل، فقد بدأت أصوات الأولياء تتعالي، بعد استلام كشوف نقاط أبنائهم التي دوّن على معظمها “يوجه إلى الحياة العملية”؛ بمعنى أنه لا يمكنه إعادة السنة، وهو ما جعل جمعيات أولياء التلاميذ في حالة استنفار، في الوقت الذي دعت النقابات إلى ضرورة العودة إلى فتح أقسام خاصة لاستيعاب العدد الهائل. قال رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، علي بن زينة، إن الراسبين في مختلف الأطوار تجاوز 700 ألف، منها قرابة النصف مليون من البكالوريا، وهم جميعا، حسبه، مهددون بالشارع، وقال إنه سبق وحذروا أن يكون هؤلاء وراء نسبة ارتفاع الجريمة والآفات الاجتماعية، وما سجلوه هذه السنة أن المعيدين لأول مرة تم حرمانهم من ذلك، رغم أن القانون يكفل حقهم. ووجه المتحدث انتقادات واسعة لوزارة التربية بالقول إنها تشدقت طيلة 15 سنة أنها سترفع نسبة النجاح، إلا أن ما حدث يثبت العكس، وهو ما على الحكومة التدخل فيه. واتهم وزارة التربية ب “المراوغة”؛ لأنها طيلة سنة دراسية كاملة لم تمكنهم من الحديث عن مشاكل التعليم، والتدفئة والنقل المدرسي وغيرها من الملفات العالقة، وخصصت سنة كاملة للحديث عن الجيل الثاني المرفوض من الجميع. من جهته، ندد رئيس الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ “بالملاحظة التي يدوّنها الأساتذة في كشف النقاط يوجه نحو الحياة العملية”، لأن هذه العبارة تتسبب في إحباط نفسي، وطالبوا في أكثر من مناسبة بمراجعتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن شكاوي الأولياء بدأت تصلهم، وهم ينتظرون شهر سبتمبر للوقوف على مدى تطبيق تعليمة وزيرة التربية رقم 884 الصادرة في 9 ماي 2016، التي تأمر مديري التربية بالعمل على إدماج أكبر عدد من الراسبين، مطالبا الوزارة بإنقاذ أبنائهم من الشارع، خاصة وأن الدراسات أثبتت أن الذين يعيدون السنة يتحصلون على البكالوريا بمعدلات مشرّفة. النقابات تطالب بأقسام خاصة لاحتواء المشكل من جهتها، تحدثت نقابات القطاع عن وضرورة إيجاد حلول استعجالية له، حيث ذكر الأمين العام “للآفنتيو” فرحات شابخ، أنه سبق وقدموا مقترحا بإنقاذ الحائزين على معدل 9 ونصف في البكالوريا، من أجل رفع عدد الناجحين ورفع الضغط عن المؤسسات في الموسم الدراسي الموالي، إلا أن الوزارة لم تأخذ بمقترحهم، وطالب المتحدث بضرورة إيجاد حل للعدد الواسع من الراسبين، الذي سيصطدم مع عدد أكبر من تلاميذ الثالثة ثانوي الجدد، عن طريق أقسام خاصة.
وبلغة الأرقام، تحدث المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية “سنتيو”، قويدر يحياوي، عن الظاهرة وقال إن أكثر من 348 ألف تلميذ سيجدون أنفسهم في الشارع من أصل 455 ألف راسب، إذا لم يتم فتح مناصب مالية كافية في التعليم الثانوي مع أفواج جديدة لاستقطاب أكبر عدد منهم، وهنا شددت النقابة على ضرورة العودة للعمل بنمط “الأقسام الخاصة” التي تم إلغاؤها سنة 2006. كما نبه المتحدث إلى ضرورة مرافقة هؤلاء التلاميذ، خاصة ممن منعوا نهائيا من إعادة السنة، بالتنسيق مع وزارة التكوين المهنى حتى يتم استقطابهم بعد الفشل في اجتياز شهادة البكالوريا. أما المكلف بالإعلام لل “كناباست”، فذكر أنه من بين حوالي 500 ألف راسب، عدد مهم منهم يعيدون السنة مرة واحدة، وهو ما يضع الوزارة أمام حتمية إيجاد حل لهؤلاء، حتى وإن لزم الأمر فتح أقسام خاصة لاحتوائهم، عوض رميهم في الشارع. كما عليها رفع عدد المؤطرين؛ لأن الناجحين في مسابقة التوظيف لن يتمكنوا من تغطية العجز المسجل، وهو ما على الوزارة أخذه بعين الاعتبار من خلال فتح باب التوظيف من جديد.