حزن.. دموع.. وألم، هو حال عائلة نهال سي محند وكل سكان قرية آث علي، التي تحوّلت إلى مجلس عزاء كبير، مباشرة بعد أن قطع وكيل الجمهورية لدى محكمة تيزي وزو الشك باليقين، مؤكدا وفاة نهال.. لكن مع هذا أبدى والدها صبرا وجلدا كبيرين. بالرغم من وقع الصدمة التي تلقتها عائلة سي محند وصهره بقرية آث علي بعد الفاجعة التي لحقت بهم، بعد تأكد أن ابنتها نهال لم تعد من الأحياء، إلا أنهم أظهروا قوة لمواجهة الوضعية من خلال فتحهم باب منزلهم لاستقبال المعزيين الذين قدموا من مختلف قرى المنطقة للوقوف إلى جانبهم في مثل هذا الوقت المحزن والصعب جدا. لدى وصولنا إلى قرية آث علي في حدود الحادية عشرة ونصف من صباح أمس، وجدنا عددا كبيرا من المواطنين جالسين على حافة الطريق المقابل للمنزل العائلي الموجود أسفل الطريق، وآخرين جالسين أمام البيت ذاته الذي جاء إليه عائلة سي محند لحضور حفل زفاف خال المرحومة نهال، وكانت علامات الحزن بادية على وجوههم بالنظر لحجم المصيبة التي ألمت بهم. أبدى لنا خال المرحومة نهال سي محند خلال حديثه معنا، عن أسفه لفشل عملية البحث عن ابنة أخته، مرجعا الفشل إلى المكالمة التضليلية التي تلقتها العائلة حينما كانت عملية البحث عن نهال مكثفة، وعلى وشك الوصول إلى مكان تواجدها، مفادها أنها متواجدة بمكان بالجهة المقابلة للمنزل العائلي، فتوقفت الأبحاث لفترة.. فضاعت الفرصة لبلوغ الهدف، حسب المصدر ذاته. مقران سي محند “وفاة ابنتي مكتوب الله” بالرغم من وقع الصدمة التي ألمت به وبعائلته إثر فقدانه لفلذة كبده نهال، ظهر السيد مقران سي محند أب الضحية شجاعا، فقد وجدناه بالقرب من المنزل العائلي يتلقى تعازي المواطنين والمنتخبين المحليين وبرلماني، حيث اعتبر الواقعة “مكتوب الله” وأن ما كتب علي جبين المرء لا يمحى، بل يتحقق.. إنها إرادة الخالق وعلى المرء أن يسلم أمره لله. وخلال حديثه لمعزيه، أشار والد الطفلة إلى إنه رفض تنظيم مسيرة بواسيف لتفادي استغلال أطراف للوضع لتمرير رسائل سياسية، معتبرا أن الدولة قامت بواجبها عن طريق قوات الأمن التي سخرت طاقاتها للعثور على ابنته. الشرطة العلمية لا تزال متواجدة بمسرح الجريمة لدى تواجدنا بعين المكان، اتضح وجود بالجهة مركبات الدرك الوطني غير بعيد عن المكان المسمى “أزاغار”، حيث عثر على أشلاء الطفلة نهال، الأمر الذي أكده لنا أحد أقارب الضحية من خلال الكشف عن أن عناصر الشرطة العلمية لا تزال تواصل عملها تبحث بمسرح الجريمة عن آثار وأشياء تنفعها في عملها، وتسهّل عليها الكشف عن المجرم أو المجرمين مرتكبي هذا العمل الشنيع. القصاص مطلب شعبي أجمع المواطنون الذين التقينا بهم بقرية آث علي، على أن السلطات الحاكمة بالبلاد مطالبة بمراجعة القوانين المعمول بها لمعاقبة المجرمين، لكي تكون العقوبة رادعة ضد مختطفي وقاتلي الأطفال. في هذا الصدد، صرحت الأستاذة إسماعيل نبيلة محامية بتيزي وزو “... نحن بعيدون كل البعد عن العدالة، لأننا نسير بقوانين دولية دون مراعاة لإرادة الشعب ودون أن تكون القوانين مرآة المجتمع.. حان الوقت ليكون للمجتمع ما يريده، هو ليس ما يملى عليه، فالشعب يريد القصاص، فليكن ذلك''.