لقد بات إبعاد الإسلام عن قضية فلسطين جريمة بشعة، وظهر ألاّ نتيجة لذلك إلاّ القضاء على الأمّة العربية كلّها... أفما آن الأوان لإيقاظ الجهاد الإسلامي، وترك المسلمين يعودون إلى قواعده وتعاليمه..؟ عرف هذه الحقيقة سياسي عربي كبير هو الملك فيصل بن عبد العزيز، فقرّر أنّ إنقاذ فلسطين مسؤولية العالم الإسلامي أجمع، وأنّ هذه المسؤولية قضائية شاملة تعني الولاء للإسلام وإقرار أخوّته ورفع رايته، وتعني قبل ذلك وبعده تصحيح الانتماء إليه والعمل به.. وقد أناط بالمؤتمر الإسلامي هذه الأعباء الجسام، وقبل أن تكون الجامعة العربية –المحترمة للإسلام- شريكًا ينهض بواجبه وليست المالك المحتكر لقضية فلسطين.. وخير لنا أن نعود لسياسة فيصل، وأن نعترف بالطّابع الدّيني للمعركة، فليس معقولاً أن يهاجم اليهود بدِين، وأن يدافع العرب مُلحدين منحلّين. وعندما نُعلِن إسلامنا فيجب سدّ أبواب الغزو الثقافي كلّها، وفسح الطّريق أمام حقائق الإسلام وحدها لتزهر وتثمر.