نسألك سؤالاً أيُّها الشّاب: هل أنتَ متأكّد من قَبول طاعتك حتّى تُعجَب بها؟ جوابُك سيكون: لا، لأنّه لا أحد يعلم إن تقبَّل الله عملَه أم لا في الدّنيا، ولكن يجعل الله علامات على ذلك، بأن يُداوم العبد على الطّاعة وأن تزيدَه خوفًا وخشية من الله، لا أن تزيده غرورًا وإعجابًا بالنّفس. لقد سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن القوم المذكورين في قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا أَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} أهم قوم يَعصون الله ثمّ يخافون عقابه؟ فقال لها: بل هم الّذين يتصدّقون ويصومون ويخافون أن لا يتقبّل الله منهم، أو كما قال صلّى الله عليه وسلّم. فالطاّعة تزيد العبد تذلُّلاً وانكسارًا لله وخضوعًا له.