قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن بوادر الصدام بدأت بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب, وأجهزة الاستخبارات, بعد حديث الأخيرة عن أن روسيا تدخلت لمصلحة ترامب في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر الماضي. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 ديسمبر, أن ترامب سخر من أجهزة الاستخبارات, وهو ما يرجح حدوث صدام وشيك بينهما، قد يتحول إلى "خصومة علنية". وتابعت " الرئيس المنتخب تهكم على تقرير سي آي ايه الذي كشف عن تدخل عملاء روس في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمساعدة ترامب على الفوز فيها". واستطردت الصحيفة "التوتر المتصاعد ينذر بمواجهة بين ترامب وكبار مسئولي الاستخبارات الذين يصفون الوضع بأنه بات الأكثر تعقيدا منذ عقود". وخلصت "واشنطن بوست" إلى التحذير من أن الخلاف القائم بين الرئيس المنتخب وأجهزة الاستخبارات، يثير التساؤلات بشأن الكيفية التي سيؤدي فيها 16 جهاز مخابرات حكوميا العمل في ظل إدارته فيما يتعلق بأمور مثل مكافحة الإرهاب والحرب الإلكترونية.
وكانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية اتهمت روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لترجيح كفة مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب على حساب منافسته من الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في 9 ديسمبر نقلا عن مسئولين أمريكيين أن تلك الأجهزة حددت أفرادا بعينهم لهم صلات بالحكومة الروسية، قالت إنهم زودوا موقع ويكيليكس -المختص بتسريب تقارير وأخبار سرية- بآلاف الرسائل المخترقة من البريد الإلكتروني الخاص باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي وآخرين، من بينهم رئيس حملة هيلاري كلينتون الانتخابية. وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الأفراد معروفون لدى أجهزة الاستخبارات، وهم جزء من عملية روسية واسعة كان هدفها تعزيز موقف ترامب وإلحاق الضرر بفرص كلينتون في الفوز بالانتخابات.
وقال مسئول استخباراتي أمريكي كبير في إيجاز لأعضاء في مجلس الشيوخ إن "تقييم أجهزة الاستخبارات هو أن هدف روسيا (من الاختراق) هو تفضيل مرشح على آخر، ومساعدة ترامب لكي يُنتخب, هذا إجماع في الرأي". وقد ظلت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما تتداول طوال الأشهر الماضية كيفية الرد على ما سمته الصحيفة "التطفل الروسي المزعوم". وحسب "الجزيرة", رفض فريق ترامب الانتقالي في بيان مقتضب في 9 ديسمبر تلك النتائج، وجاء في البيان أن "هؤلاء هم نفس الأشخاص الذين قالوا إن صدام حسين يمتلك أجهزة دمار شامل. لقد انتهت الانتخابات قبل وقت طويل بأكبر انتصار للمجمع الانتخابي في التاريخ، لقد حان وقت المضي قدما وجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، في اقتباس للشعار الذي رفعه الحزب الجمهوري في الانتخابات. ولطالما رفض ترامب النتائج التي توصلت إليها الاستخبارات بحدوث اختراق روسي للبريد الإلكتروني، وقال لمجلة "التايم" في هذا الصدد :"لا أعتقد أنهم تدخلوا, فالاختراق قد يكون من روسيا، وقد يكون من الصين أو من أحدهم من بيته في نيوجيرسي".
ووصفت صحيفة "نيويورك تايمز" من جانبها عمليات الاختراق الروسي بالناجحة، غير أنها قالت إنه لم تتضح بعد ما إذا كانت النوايا الحقيقية الروسية هي دعم ترامب، بينما يرى العديد من المسؤولين في المخابرات ومسؤولين سابقين في حملة هيلاري كلينتون أن الدافع الرئيس للروس يكمن ببساطة في عرقلة الحملة والنيل من الثقة في العملية الانتخابية الأمريكية برمتها. ونسبت الصحيفة إلى مسؤولي استخبارات, قولهم :" لو فازت كلينتون, فإن الرسائل البريدية التي اختُرقت والخاصة بكبار أعضاء حملتها واللجنة الوطنية لحزبها، لربما كانت ستُستغل في تقويض شرعيتها كرئيسة, وهذا كان هدف الروس".