تعالت الأصوات من جديد، بمقاطعة الدورة ال 31 لكاس أمم إفريقيا المقامة هنا بالغابون، بمجرد خروج " الفهود" من المنافسة ، في مجموعة أولى خطف منها المنتخبان البوركينابي والكاميروني ورقتي التأهل إلى الدور ربع النهائي . خيبة كبيرة عاشها الجمهور الكروي الغابوني، حسب ما شاهدناه هنا في فرانس فيل أو في ليبروفيل و في المدن الأخرى، بمجرد تأكد نهاية المغامرة، بالنسبة لتشكيلة المدرب جوزي أونتونيو كاماتشو، التي عجزت عن تحقيق ولو فوز واحد في المجموعة الأولى ، وهو الخروج الذي أفقد العديد من الغابونيون ليلة أمس صوابهم ، حيث شهدت بعض شوارع العاصمة ليبروفيل ، أحداث عنف بين المحتجين الغاضبين ورجال الامن الذين وجدوا صعوبات كبيرة في التحكم في الوضع ، خاصة وأن الاحتجاج الرياضي ، تحول إلى احتجاج سياسي ، بمجرد خروج رفاق أومباميونغ من الدورة .
إستثمرت المعارضة التي يقودها المعارض جون بينغ ، بسرعة البرق في إقصاء " الفهود" ، من المنافسة في مشهد لم يحدث لمنتخب البلد المنظم للدورة الافريقية منذ 23 سنة ، حيث طالب الغابونيين بالخروج إلى الشارع ، للتعبير عن رفضهم لإقامة الموعد الافريقي و المطالبة أيضا بإعادة إنتخابات رئاسية جديدة ، بعد تشكيكه في انتخابات أوت 2016.
وكشفت مصادر عليمة أن المعارضة كانت تحضر لهذه الانتفاضة منذ مدة لإقتناعها بمحدودية إمكانات التشكيلة الغابونية التي تملك فرديات و لا تملك ، مجموعة ، وهو ما إتضح ليلة أمس في ملعب الصداقة بليبروفيل ، إذ لم تنه المقابلة ، حتى بدأ الانصار يرددون عبارات مناوئة لنظام الحكم الحالي والاكثر من هذا طالبوا برحيل الجميع من مدرب ، لاعبين وحتى رئيس البلاد علي بانغو أونديمبا الذي كان يعول كثيرا على رفاق أوباميونغ لإحداث المالحة الوطنية ، غير أن لا تأهل و لا مصالحة و لا هم يحزنون ، في سيناريو ، قد يعصف بالغابون في الايام القليلة القادمة ، على الاقل بعد نهاية الكان ، وهو ما أكد المعارض جون بينغ الذي قال في إحدى المواقع الغابونية الالكترونية " حتى وإن ينجح علي بانغ في إتمام هذه المنافسة إلى نهايتها ، لكن سيخسر كل شيء فالشعب الغابوني سيستيقظ بعد نهاية الموعد الافريقي الكروي ، على وقع المشاكل و على وقع الديون و على وقع الازمة الاقتصادية الحادة .. وبعدها سيدرك الجميع أنني على حق ."
ويخشى الغابونيون المحيادون ، لاسيما هنا بفرانس فيل ، أن تخرج الامور عن نطاقها السلمي ، خاصة في ظل توظيف المعارضة لكامل أوراقها الرابحة من أجل تحسيس الشعب الغابوني بضرورة الخروج إلى الشارع.
هذا وعاشت الجماهير الغابونية ، في فرانس فيل ، ليلة سوداء ، حيث كان الجميع يحضر لإقامة الافراح ، غير أن عجز تشكيلة " الفهود" للوصول إلى مرمى " الاسود غير المروضة" ، أفسدت كل شيء ، ودفعت عدد من المتعصبين إلى شرب الخمر إلى حد الثمالة ، في مشهد يعكس خيبتهم الكبيرة في رؤية منتخب بلادهم يواصل مغامرته الافريقية .
المطالبة برأس كاماتشو الصحافة الغابونية ن هي الاخرى ، أسالت أمس الكثير من الحبر بعد الاقصاء ، وطالبت الجميع بتحمل مسؤولياته ، لاسيما المدرب الاسباني جوزي أونتونيو كاماتشو التي طالبته باقديم إستقالته ، لعجزه على صنع منتخب قادر على رفع الراية الغابونية عالية ، وقادر على نسيان الشعب الغابوني همومه اليومية .
لاعب دورتموند الالماني أوباميونغ ، هو الاخر تعرض لإنتقادات لاذعة بعد تضييعه لفرص عديدة في مباراة الكاميرون وقبلها أمام غينيا بيساو وبوركينافاسو ، حيث إتهمته الصحافة الغابونية ، بتخوفه من تلقى إصابات في المنتخب ، خدمة لمصلحته الشخصية .
وذهبت الصحافة المحلية ، غلى حد مطالبة الاتحادية الغابونية للعبة ، بمعاقبة اللاعب على مردوده المخيب الذي لم يرق إلى مستوى تطلعات الجمهور الغابوني الذي كان يعول عليه كباقي النجوم الافريقية ، ليس للرفع من مستوى منتخب بلاده ، فحسب ، بل للرفع من مستوى المنافسة الافريقية في هذه الدورة .
للإشارة ، قدم لاعب دورتموند الالماني ، إعتذاراته للجمهور الغابوني .