يعيش سكان ولاية المسيلة ومصالح أمن دائرة سيدي عيسى بالمسيلة حالة استنفار قصوى، إثر اختفاء شابة في العشرينيات من العمر، أسبوعا قبل حفل زفافها، ولم يظهر لها أثر منذ صبيحة الثلاثاء من الأسبوع المنقضي. وحسب مصادر "الخبر"، فإن الفتاة "هجيرة. ط" خرجت من منزل ذويها في ظروف عادية ولم يظهر عليها أنها تحضر لشيء، غير أن تأخرها في العودة ثم اختفائها جعلهم يعيشون حالة من القلق والخوف على مصيرها، استدعت إيداعهم شكوى لدى مصالح الأمن بالدائرة، التي قامت بعمليات بحث واسعة طالت حتى مواقع التواصل الاجتماعي. ولم ينف شقيق هجيرة، في اتصال مع "الخبر"، أمس، أن ضغوطا نفسية قد تكون وراء اختفاء شقيقته، خاصة أنها كانت تحضر لحفل زفافها، مؤكدا أن عدم ظهورها حوّل حياة العائلة إلى جحيم بعدما كانت تعيش حالة من الهدوء والسكينة، مبديا انزعاجه مما جاء في بعض الجرائد التي ذكرت أن شقيقته متزوجة ولها من الأبناء أربعة، رغم أنه لم يسبق لها الزواج إطلاقا. وما زاد من قلق العائلة وحتى سكان الولاية عدم ظهور أي خبر عن التلميذة خولة البالغة من العمر 16 سنة، والتي اختفت قبل شهر من الآن ولم تظهر إلى حد كتابة هذه الأسطر، فيما لاتزال عائلتها تتلقى يوميا اتصالات من مواطنين يؤكدون أنهم رأوها في إحدى الولايات، ليتم تفعيل الأبحاث دون جدوى. هاجس الاختفاءات جعل العائلات المسيلية تعيش على الأعصاب، ودفعها إلى دق ناقوس الخطر وضرورة الوقوف على أسباب هذا الكابوس الذي أضحى يوصف بالغياب القسري عن البيت دون سابق إنذار يكرس حضوره إلى هذا الحد، إذ يرى كثير من هؤلاء أن ظاهرة الاختفاء القسري باتت تشكل منعطفا خطيرا ينذر بالوقوع في المصير الأكثر خطرا منه في المستقبل، يتعلق بتسجيل حالات اختفاء كثيرة تبين فيما بعد أن أصحابها قرروا فك الارتباط مع عائلاتهم لأسباب نفسية وضغوط اجتماعية وغيرها، وبالتالي فخطره يكمن في اتسامه بصفة الطوعية، عكس الاختطاف الذي يتم بفعل فاعل وتحت الإكراه ولأسباب تتعلق بجني الأموال والحسابات الشخصية وغيرها، ومن هنا يمكن تبرير حالة الخوف والهلع التي مست مئات العائلات من مغبة انتشار عدوى الاختفاء إلى أبنائها. يشار إلى أن عميد أول للشرطة، نور الدين بلقاسم، رئيس أمن ولاية المسيلة، صرح في معرض سرده لحصيلة نشاطات مصالحه السنوية بأن هذه الأخيرة سجلت ست حالات اختفاء خلال سنة 2016، من بينها حالات اختفاء لأطفال قصر، عرفت معظمها نهايات سعيدة، مشددا بالقول إن ما يسجل في إقليم الولاية من قضايا من هذا النوع يعتبر حالات اختفاء لأسباب مختلفة ولا يتعلق الأمر بتاتا بحالات اختطاف بالمعنى الحقيقي للكلمة.