نظم طلبة الجامعة، أمس، عبر بعض ولايات الوطن يوما احتجاجيا على خلفية مشاكل بيداغوجية وأخرى اجتماعية أصبحوا يواجهونها، يقولون، مطالبين الجهات المعنية بحلها. ففي العاصمة، نظم طلبة الهندسة المعمارية المضربون منذ أزيد 3 جانفي الماضي وقفة احتجاجية بجوار مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ببن عكنون في العاصمة، مطالبين هذه الأخيرة بالتكفل العاجل ب"المطالب المشروعة" التي رفعوها إليها لوقف الإضراب والعودة إلى الدراسة. وأفاد أحد ممثلي الطلبة بأنه سبق لهم مراسلة الوزارة للمطالبة باجتماع مع الوزير حجار، حيث طمأنتهم بترتيب اجتماع معه في القريب العاجل، موضحة أن "المطالب التي رفعناها شرعية دون أن يتم استدعاؤنا لهذا اللقاء إلى حد الآن". وكانت القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت بالطلبة إلى الدخول في إضراب في 10 معاهد من بين 13 معهدا على المستوى الوطني، منذ 3 جانفي الماضي، فرض تربص لمدة شهر كامل بعد التخرج ب9 ملايين سنتيم، ما جعل الطلبة يحتجون، مطالبين بإلغاء "الضريبة"، مشيرين إلى أن المئات من خريجي معاهد الهندسة عاجزون منذ سنوات عن الحصول على الاعتمادات، إلى جانب مطلب رفع درجة المهندسين المعماريين من الرتبة 13 إلى الرتبة 14 في سلم التصنيف، والحق في التسجيل في مسابقات وزارة التربية، وتمكينهم أيضا من إجراء التربصات في القطاعين العام والخاص. واستدعت الوزارة ممثلين عن الطلبة، حسب أحدهم الذي قال إن هذه الأخيرة أخبرتهم بأن مصالحها راسلت وزارة السكن حول المطالب التي رفعوها إليها وهي تنتظر ردها. وفي البويرة، منعت الشرطة، أمس، طلبة كلية العلوم والعلوم التطبيقية بجامعة البويرة من تنظيم مسيرة باتجاه مقر الولاية احتجاجا على عدم اعتراف مصالح الوظيفة العمومية بالشهادات التي تمنحها الجامعة لطلاب البيوطبي بعد تخرجهم. فمنذ الصباح طوق رجال الأمن مدخل كلية العلوم والعلوم التطبيقية والساحة المقابلة لمدخل الولاية، ولما حاول عشرات الطلبة مغادرة الجامعة وجدوا المكان مطوقا برجال الأمن الذين منعوهم من الخروج للسير نحو مقر الولاية، ما أثار حفيظة الطلبة. وكان طلبة البيوطبي بدأوا احتجاجهم بتنظيم إضراب مفتوح ثم نظموا، منذ يومين، مسيرتين داخل الجامعة ولما حاولوا السير نحو مقر الولاية منعوا. من جانبهم، نقل طلبة المدرسة الوطنية العليا للبيوتكنولوجيا في قسنطينة احتجاجهم، أمس، إلى الشارع، كما تجمعوا أمام مقر ديوان الوالي وسط حراسة أمنية، مطالبين باستقبال ممثلين عنهم من طرف الوالي الذي يعد المسؤول الأول عن الولاية. وقال الطلبة إن مدرستهم تعد الأولى على المستوى الوطني والإفريقي، لكن يعاني طلبتها مشاكل تجعل مستقبل تكوينهم وتخرجهم محط تساؤل واستفهام، ليؤكدوا أنه وبعد 3 سنوات من الدراسة وجدوا أن اختصاصهم مجرد وعود غير دقيقة في غياب مصادقة رسمية على اختصاصهم، وهي الوثيقة التي طالبوا باستصدارها تضمن للطلبة الحصول على الشهادة المزدوجة وهي مهندس دولة يضاف إليه ماستر في التخصص المذكور وفق فروعه السبعة، كما طالبوا بتوقيع عقود شراكة مع المدرسة ومؤسسات صناعية وطنية وعالمية. من جهتهم، جدد طلبة طب الأسنان، أمس، حركتهم الاحتجاجية أمام إدارة المستشفى الجامعي بقسنطينة، حيث ذكروا أن لقاءهم مع الوزير الأول تطرق إلى جوانب إيجابية تتعلق بالوظيف العمومي بما فيها زيادة عدد الطلبة المقيمين في التخصص، لكن بالمقابل لاتزال بعض الطلبات غير مجسّدة ولم يتم النظر فيها وقدّرت ب9 مطالب. وذكر عضو التنسيقية الوطنية لطلبة طب الأسنان المضربين بقسنطينة أن الإضراب لايزال متواصلا بسبب عدم التكفل التام ببعض المطالب، على غرار العدد الهائل من الطلبة الملتحقين بالكلية سنويا، حيث ذكر كمثال ولاية قسنطينة التي كان من المفروض أن تستقبل 150 طالب، إلا أن العدد المتواجد حاليا هو 580 طالب، يضاف إليه ضيق هذه الكليات ونقص التأطير والتجهيزات. وأضاف المتحدث أن الدرجة 14 استعانوا فيها بعدد السنوات فقط، بإضافة سنة أخرى دون النظر في نوعية التدريس.