" لا للأفارقة في الجزاير" حملة شعواء أطلقها ناشطون جزائريون على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ضد ظاهرة توافد اللاجئين الماليين والنيجيريين إلى التراب الوطني وما أفرزه من مظاهر عديدة في المدن الجزائرية، حيث اعتلى هاشتاغ #لا_للأفارقة_في_الجزاير قائمة الترند على موقع التويتر بعدد يتجاوز الثلاثة آلاف تغريدة تتنوع مضامينها بين التأييد للحملة ورفضها، فيما أنشأت العديد من الصفحات التي تحمل نفس الشعار على موقع الفيسبوك تنادي السلطات بتهجير اللاجئين الأفارقة من التراب الوطني. وذهبت العديد من التغريدات والتفاعلات في اتجاه عنصري واضح في تجاوز صارخ لقيم التضامن الإنساني يرتد عن طبيعة الشعب الجزائري المضياف، حيث نادى العديد من الناشطين بضرورة ترحيل اللاجئين، وتداولوا قصصا إجرامية غير متأكد من صحتها منسوبة لأفراد منهم، معتبرين أن وجودهم بين ظهراني الجزائريين هو " وبال ينبغي التخلص منه"، كما عمل مروجوا الحملة على تضمين تبريرات تتعلق بنظرية المؤامرة محذرين من "الفوضى المحتملة" التي يمكن أن ينجم عنها وجودهم " الفوضوي وغير اللائق" على حد تعبيرهم.
وإلى جانب الهاشتاغ ذاته، يظهر هاشتاغ مصاحب هو الأكثر عنصرية تحت شعار #الهمج_الأسود الذي ضُمنت في إطاره العديد من التغريدات العنصرية الرافضة لوجود المسلمين الأفارقة تحت ذرائع منطقية أحيانا وغير منطقية في أغلب الأحيان، هذا ودأب رواد الحملة على تداول العديد من الصور التي توضح الوضع الكارثي الذي وصلت إليه تجمعات اللاجئين في غياب تنظيم حكومي يخفف من وطأة الأزمة، أين عزوا المشكلة للأفارقة الذين هم في حد ذاتهم الضحية في كافة الأحوال سواء لتردي الأوضاع في بلدانهم الأصلية أو لغياب سياسة تنظيمية لإدماجهم في المجتمع والاستفادة منهم كموارد بشرية فاعلة.
في الجهة المقابلة وتحت نفس الهاشتاغ الأول، تعالت أصوات ناشطين منددين بالحملة جملة وتفصيلا معتبرين أنها حملة غريبة عن قيم وأعراف الشعب الجزائري الأبي والمضياف، مشيرين إلى حجم التناقض القائم في الشعار ذاته الذي يندد بوجود الأفارقة في حين أن الجزائريين أنفسهم أفارقة، فيما نحت تغريدات عديدة نحو التعاطف مع اللاجئين من منطلق ديني وإنساني في رفض تام لأي دعوة للتهجير أو الطرد، معتبرين أن الأعراف والقيم وموجبات المروءة والشهامة تحتم استيعاب "من لجؤوا إلينا، واحتموا بنا"، وفند المتعاطفون مع اللاجئين الأخبار المتداولة حول قيام أفراد منهم بتصرفات مسيئة أو ممارسات إجرامية، فإن حدث، حسب تعبيرهم، فالأمر يتعلق بنطاق فردي لا يمكن تعميمه على جميع اللاجئين. وفي إطار معتدل، عبر ناشطون آخرون عن رفضهم للحملة غير أنهم في ذات الوقت اعتبروا أن التدفق العشوائي و المستمر للأفارقة إلى الجزائر هو " أزمة" لا يمكن غض الطرف عنها، إذ أنها حسب رؤيتهم تخلق العديد من المظاهر السلبية من تسوّل و حالات مرضية ناتجة عن قلة النظافة وتردي أحوالهم المعيشية في المناطق النائية، وفيما امتنعوا عن المطالبة بالتهجير والطرد، طالب هؤلاء الناشطون بضرورة اتخاذ تدابير حازمة من طرف السلطات الجزائرية إزاء التدفق العشوائي للأفارقة وتنظيم اللجوء واستيعاب اللاجئين بطريقة منظمة، لاحترام إنسانيتهم من جهة، ولتخليص المدن من "حالة الفوضى التي تعيشها بسببهم" من جهة أخرى، كما اقترح هذا التيار من الناشطين أن تتم الاستفادة من وفود اللاجئين كموارد بشرية في إطار قطاع الفلاحة بما يمكن أن يحقق لهم إدماجا يريح جميع الأطراف. و يتوافد آلاف من المهاجرين الأفارقة إلى الجزائر منذ سنة 2014، حيث تشير تقارير إلى أن عددهم يقارب 30 ألف مهاجر، قادمون من النيجر ومالي وحتى نيجيريا، محطتهم الأولى تكون ولاية تمنراست ، ضاقت بهم السبل في بلدانهم بسبب اوضاع الحرب و الفقر وهو ما اضطرهم للهجرة، و لا يكاد يخلو شارع من شوارع العاصمة وأغلب المدن الجزائرية من لاجئ افريقي يمتهن التسول مرددا الكلمة الشهيرة "صدكة".