أكد رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور نوح عبد السيد اليوم الاحد أن الهيئة وافقت أمس السبت بالإجماع على مسودة دستور البلاد على أن يتم المصادقة عليها من طرف البرلمان مشيرا إلى أن الهيئة تعرضت لضغوط من أجل عدم التصويت على هذه المسودة. ونقلت مصادر إعلامية محلية عن عبد السيد قوله أنه "سيتم إرسال نسخة من الدستور لكل من البرلمان والمفوضية العليا للانتخابات التي تلعب الآن دورامهما جدا للتوعية ولكل مفاصل الدولة وحكوماتها بالكامل لأن هذا دستور لكل ليبيا" مشيرا إلى إرسال نسخة من المسودة أيضا إلى الأممالمتحدة وكل المنظمات الدولية للاطلاع عليها.
وأشار المسؤول الليبي إلى أنه تعرض لضغوط من أجل دفعه نحو الدعوة إلى عقد إجتماع آخر اليوم الأحد قائلا إن المراسلة التي جرى توقيعها يوم أمس و التي تدعو إلى إجتماع أعضاء الهيئة اليوم الأحد لإعادة النظر في مسودة الدستور "جاءت تحت الضغط ولضمان خروج المحتجزين من أعضاء الهيئة بسلام خاصة أن المتظاهرين كانوا محتقنين ويطالبون بإلغاء التوقيع الذي تم على مسودة الدستور" و أضاف "باعتباري رجل قانون توليت صياغة المراسلة وعن عمد كتبت جملة (نزولا عند رغبة الجماهير) وكانت هذه الجملة بمثابة رسالة للجميع بأن التوقيع تم تحت الضغط ولا يوجد شيء في القانون يدعو لإعادة التصويت نزولا عند رغبة الجماهير ".
يشار إلى أن الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور المشكلة من 60 عضوا منتخبا هي هيئة منوط بها إعداد دستور جديد و قد انتخب أعضاؤها في فبراير 2014. من جانبها أدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا "الإعتداء المسلح" على مقر ?الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور في ?البيضاء واحتجاز بعض أعضائها في جلسة السبت من قبل مسلحين".
كما عبرت اللجنة في بيان لها أمس السبت عن قلقها البالغ بشأن هذا "الاعتداء المسلح" وحملت "السلطات الأمنية والعسكرية والاجتماعية بمدينة البيضاء مسؤولية ضمان حماية أعضاء الهيئة وعدم التعرض لهم أو استهدافهم بأي شكل من أشكال العنف والتهديد للضغط على عمل الهيئة وأن محاولة فرض الآراء والمطالب باستخدام القوة أو التلويح بها أمر مرفوض ويجب إيقافه ومحاسبة المسؤولين عنه".
وذكرت تقارير إعلامية أن محتجين حاصروا أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة الدستور داخل مقر الهيئة في مدينة البيضاء شرق ليبيا حيث عمد المحتجون إلى حرق إطارات السيارات و غلق الطرق في المنطقة بعد تصويت أعضاء هيئة الدستور بالموافقة علي المسودة المطروحة للتصويت.