فرض الاتحاد الإفريقي منطقه، مرة أخرى، على المغرب ووجه له صفعة جديدة حين أرغمه على قبول تواجد الصحراء الغربية في القمة الأفرو أوروبية المقررة نهاية شهر نوفمبر القادم بأبيدجان، عاصمة كوت ديفوار. وهدد الاتحاد الإفريقي بنقل القمة من كوت ديفوار إلى أديس أبيبا الإثيوبية في حال رفض الإيفواريون استقبال الصحراء الغربية في القمة، بعدما راح المغرب، بدعم فرنسي وتأييد إيفواري، يضغط من أجل إبعاد الصحراء الغربية، حيث اعتبر الاتحاد الإفريقي بأن القمة التي تجمع الأفارقة والأوروبيين، يجب أن يحضرها كل الدول العضوة في الاتحاد الإفريقي، على غرار الجمهورية العربية الصحراوية، ما جعل كوت ديفوار ترضخ في الأخير وتعلن بأن "كل الدول العضوة في الاتحاد الإفريقي معنية بالمشاركة في القمة". وسبق للمغرب القيام بتحركات في وقت سابق لمنع الصحراء الغربية من حضور القمة العربية الإفريقية في نوفمبر من العام الماضي بمالابو بغينيا الاستوائية، غير أنها تلقت وقتها صفعة من الدول الإفريقية التي دعمت حضور الصحراء الغربية، ليتلقى المغرب صفعة جديدة من الاتحاد الإفريقي الذي ساند الصحراء الغربية، بدعم قوي من الجزائر وجنوب إفريقيا، من أجل تأكيد مشاركته في القمة الأفرو أوروبية المقررة بأبيدجان. وتلقت الجمهورية العربية الصحراوية مذكرة من مكتب رئيس الاتحاد الإفريقي، على غرار كل الدول الأعضاء في هذه المنظمة القارية، كما أعلنته، أمس، وزارة الإعلام الصحراوية في بيان لها. وجاء في البيان أن "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية توصلت يوم 27 أكتوبر الجاري بمذكرة من مفوضية الاتحاد الإفريقي (مكتب الرئيس)، على ضوء مذكرة من جمهورية كوت ديفوار تدعو جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الإفريقي دون استثناء إلى المشاركة في القمة التشاركية الخامسة التي تحتضنها العاصمة أبيدجان يومي 29 و 30 نوفمبر 2017، وذلك تجاوبا مع قرار المجلس التنفيذي (مجلس وزراء الخارجية) خلال دورته الاستثنائية المنعقدة بأديس أبيبا يوم 16 أكتوبر الجاري". وتوضح المذكرة بأن جمهورية كوت ديفوار، البلد المنظم "ستؤمّن مشاركة جميع الدول وتتخذ كافة التدابير الضرورية لإنجاح القمة". وجاء في نفس البيان أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "تنتهز المناسبة لتهنئ الاتحاد الإفريقي وكافة الشعوب الإفريقية"، مؤكدة على ثقتها التامة بأن القمة ستكون ب"كل تأكيد ناجحة وبكل المقاييس، وفرصة لتعزيز الشراكة والتعاون بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي". كما تعتبر الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بأن "الاتحاد الإفريقي وبتبصره وحكمة قادته ووحدتهم، أصبح شريكا محترما أمام الشعوب الإفريقية وفي علاقاته مع الشركاء الأجانب، كونه عرف كيف يتحدث بصوت واحد، فاتحا بذلك صفحة جديدة لتتبوأ إفريقيا المكانة التي تليق بها على الصعيد الدولي". ويذكر أن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي اتفقا على إعادة تسمية القمة المقبلة بين الأوروبيين والأفارقة بقمة الاتحاد الأوروبي - الاتحاد الإفريقي والتي كانت معروفة سابقا باسم "قمة الاتحاد الأوروبي – إفريقيا". ويأتي هذا التوافق بين المنظمتين الإفريقية والأوروبية ل"يفشل المناورات والضغوطات التي يمارسها المغرب على الاتحاد الأوروبي مباشرة، أو من خلال الدول الأوروبية الحليفة، بغية إقصاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تعد إحدى الدول المؤسسة للاتحاد الإفريقي، الذي وافق المغرب على عضويته فيه من خلال انضمامه إليه والتصديق على عقده التأسيسي دون أي شروط ولا تحفظات". وقد عقد وفد الاتحاد الإفريقي في إطار أشغال اللجنة المشتركة المكلفة بتحضير قمة الاتحاد الأوروبي - الاتحاد الإفريقي اجتماعات عمل في بروكسل مع المجموعة الإفريقية للسفراء، وأجرى محادثات مع مسؤولين سامين في شهر سبتمبر الفارط. وأوضحت مفوضية الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد أنه سيتم توجيه دعوات ل55 دولة العضو في الاتحاد الإفريقي للمشاركة في هذه القمة.