شهدت عدة مناطق بإقليم ولاية تيزي وزو خلال الأسابيع الأخيرة تنظيم "لوزيعة " أو" ثيمشرط" التي تسبق عادة موسم الحرث و جني الزيتون في منطقة القبائل. تُعتبر "ثيمشرط" أو " لوزيعة " من ضمن العادات و التقاليد التي توارثها سكان منطقة القبائل أبا عن جد، وتتمثل في نحر ماشية (خرفان أو ثيران) و توزيع لحومها على السكان بالتساوي دون تميز، وذلك خلال المناسبات و الأعياد الدينية، تضرعا لله بأن يجعل محصول الزيتون وافرا. ويقوم سكان القرى بجمع الأموال لشراء خرفان أو ثيران وفق عدد العائلات القاطنة بها، وقد يصل عدد الثيران في بعض الأحيان إلى 17 أو 20 ، في حال ما إذا كان سكان القرية يُعدون بالآلاف ، وتتم عملية النحر في يوم محدد مسبقا، وعادة ما تتم يوم الجمعة. و في اليوم الموالي توزع اللحوم على العائلات القاطنة بالقرية دون تمييز أو تفرقة، فيكون للفقراء منها حظ كما الأغنياء، لتجنب التمييز حسب الوضع الاجتماعي. بعد "لوزيعة"، تبدأ عملية التحضير لجني الزيتون، والتي عادة ما تجري بطرق تقليدية، أو بما يسمى "أفراس" المتمثلة في تنظيف جوانب الشجرة و نزع الحشائش و الأغصان غير النافعة عنها. هذه العملية يتكفل بها أفراد العائلة يومي الجمعة و السبت حيث يتجند الجميع لهذه المهمة الصعبة التي تتطلب أيادي عاملة للتعاون على جمع المحصول. كما لا يخلو جني الزيتون من المخاطر، حيث تُسجل في كل عام وفيات وإصابات بكسور بسبب السقوط من الأشجار، ورغم ذلك يبقى هذا الموسم فرصة للاجتماع العائلي والتضامن والتكافل الاجتماعي بين سكان القرية، حيث ينسون همومهم ويقضون انشغالاتهم متحلقين في لمة عائلية دافئة حول شجر الزيتون المبارك.