تسبب استمرار تساقط الثلوج ببعض ولايات وسط وشرق الوطن، في وفاة شخص إثر حادث مرور، موازاة مع إنقاذ عائلة من 5 أفراد من الاختناق بالغاز، بينما حرم آلاف التلاميذ والأساتذة من ارتياد مقاعد الدراسة، إضافة إلى فرض العزلة وغلق العديد من الطرق والمحاور الهامة، وظهور أزمة في التزود بقارورات غاز البوتان في العديد من المناطق. في ولاية سطيف، تسببت الثلوج الكثيفة وموجة الصقيع التي عرفتها بعض المناطق، ليلة السبت إلى الأحد، في وفاة شخص وإصابة آخر بجروح (24 و25 سنة) تعرضا لإصابات متعددة، إثر حادث مرور وقع بالطريق الوطني رقم 28 في المكان المسمى قرية أولاد شبل بالمدخل الجنوبي لبلدية قلال جنوب الولاية، جراء ضعف الرؤية، حيث تم إسعاف ونقل الضحيتين إلى مستشفى محمد بوضياف بعين ولمان، أين لفظ الأول أنفاسه الأخيرة متأثرا بالإصابات البليغة التي تعرّض لها. كما تدخلت مصالح الحماية المدنية، فجر أمس، لإنقاذ عائلة من 5 أفراد (الأم والأب و3 أولاد) بقرية أولاد قاسم ببلدية قلال التابعة لدائرة عين ولمان، بعد تعرضهم لتسمم بالغازات المحروقة المنبعثة من مدفأة المنزل بعدما سدت العائلة كل المنافذ الخاصة بالتهوية. وتسبّبت الثلوج بجبال عموشة وتيزي نبشار وبابور ومقرس، والتي لم يتعد سمكها ال 10 سم، في تعطل حركة المرور في العديد من المحاور المعروفة مثل ثنية طكوكة والطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وعموشة، وكل طرقات المناطق الشمالية التي حذرت فيها مصالح الأمن من استعمال السرعة، بعد تشكّل طبقة جليد صعّبت مرور الشاحنات والسيارات المرور عليها. وفي جيجل، حرمت الثلوج التي وصل سمكها في بعض المناطق، حسب مواطنين، إلى 30 سنتمتر، صبيحة أمس، آلاف التلاميذ والأساتذة من الالتحاق بأقسام الدراسة في بعض المناطق الجبلية، بعد انقطاع الطرق المؤدية إليها، حيث أغلقت الكثير منها أبوابها بكل من إراقن وسلمى وبني ياجيس وأولاد عسكر وأولاد رابح وبرج الطهر وبوراوي بلهادف، كما تسببت الثلوج في انقطاع الطرق، على غرار الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين جيجلوسطيف، والطريق الوطني رقم 105 الرابط بلدية جيملة وولاية ميلة، وكذا عدد من الطرق الولائية التي تربط البلديات الجنوبية للولاية، على غرار الطريق الولائي رقم 137 "أ" و"ب"، وكذا 135 "أ" و"ب" والطريق الولائي رقم 03. وفي ميلة، شهدت المنطقة الشمالية للولاية، انقطاع بعض الطرقات الرئيسية والفرعية، على غرار بلديات تسدان حدادة، وبوحاتم والعياضي برباس وأخرى، بفعل تراكم الثلوج التي كان سمكها 10 سم، ولم تعد الحركة إلا بعد تدخل المصالح البلدية ومساهمة بعض الخواص في إزالة الثلوج، فيما غمرت السيول بعض المنازل وألحقت أضرارا بأصحابها، في غياب حزام للوقاية من الأمطار الطوفانية والسيول الجارفة وفي سكيكدة، وجد الكثير من المواطنين بقرى ومداشر بلديات الجهة الغربية للولاية، صعوبة كبيرة في اقتناء قارورات الغاز، مشيرين إلى المعاناة التي يتخبطون فيها في التزوّد بها، بعد تراكم الثلوج وقطع الطرقات المؤدية إليها، خاصة الطريق الوطني رقم 132 والطريق الولائي رقم 7 اللذان يربطان بين مختلف البلديات الغربية للولاية، لافتين إلى أن 20 مؤسسة تعليمية مغلقة. وفي المدية، أدى تراكم الثلوج لليوم الثاني على التوالي، إلى تعطيل حركة السير عبر العديد من المسالك والطرقات البلدية والولائية، كما تسببت في عزل عشرات القرى وتعطيل الدراسة بالمناطق النائية والجبلية وحتى بعاصمة الولاية، خاصة بالطورين الابتدائي والمتوسط، كاللبابدة الشمالية بتابلاط وأولاد سعيد والجعافرية بسيدي الزيان التي التحق بها عدد ضئيل فقط، كما شهدت مؤسسات تربوية أخرى معاناة شديدة مع البرد، جراء تأخّر تموين مدافئها بالوقود، زيادة على تأخر فتح المطاعم وتمكين التلاميذ من وجبات ساخنة. وفي بجاية، ازدادت معاناة مئات المواطنين بقرى أكفادو وأدكار، شميني، شلاطة، مسيسنة، آيت اسماعيل وذراع القائد، حيث تجمّع عشرات المواطنين بقرية أقمون بضواحي أدكار، في الساحة المركزية لانتظار قدوم الشاحنة المحملة بقارورات غاز البوتان والتموّن بالمواد الغذائية. مشيرين إلى أن الإشكال لا يكمن في ندرة القارورة، ولكن في شق الطرق المؤدية إلى القرية. كما اضطر الكثير من التلاميذ إلى البقاء في منازلهم بسبب خطورة المسالك وعدم تمكن المديرين من فتح الأبواب بسبب كثافة الثلوج، إلى جانب غلق المطاعم المدرسية بسبب العجز في التزود بالمواد الغذائية، فيما تسببت الأمطار الغزيرة بالمدن الكبرى في فيضانات نتيجة انسداد البالوعات، وتسجيل عدة حالات لسقوط سيارات في حفر عميقة، اضطرت مصالح الحماية المدنية إلى التدخل لتقديم المساعدة لأصحابها.