اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفلة الفلسطينية، عهد التميمي، التي تدير شبكة إعلامية للتعريف بالقرى الفلسطينية. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية أن اعتقال التميمي تمّ صباح اليوم، الثلاثاء 19 ديسمبر، بعد تفتيش منزل عائلتها، ومصادرة الهواتف النقالة.
;
وكتب والد الطفلة، بسام التميمي، عبر صفحته الشخصية في “فيس بوك” إن “قوات الاحتلال قامت باعتقال ابنتي عهد التميمي ومصادرة كل أجهزة الكمبيوتر وكاميرات التصوير وأجهزة الاتصال الخاصة بنا، والاعتداء بالضرب على الجميع وتفتيش البيت وقلب محتوياته".
وجاء اعتقال الطفلة ضمن حملة اعتقالات شملت 12 فلسطينيًا في أنحاء الضفة الغربية.
وكانت عهد (16 عامًا) واجهت تهديدات عدة بالاعتقال سابقًا، وذلك بسبب مشاركتها في مسيرات مناهضة للاحتلال.
لكن السبب المباشر للاعتقال، حسبما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية، هو فيديو ظهرت فيه عهد وهي تطرد جنودًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي من أمام منزلها في بلدة النبي صالح وسط الضفة الغربية.
اعتقال "عهد" كان متوقعًا، بعد ما تصفه الخالة بأنه "دعوة" لعقاب الصبية الفلسطينية، وهو ما حدث فجر اليوم؛ أحاط المنزل قرابة خمسين جنديًا مدججًا بالسلاح حسب قول الخالة نوال، واقتحموا الغرفات، قلبوها رأسًا، قبل أن يحاصرها جنديان ويصحبوها مكبلة اليدين لخارج مسكنها، لتذيع إحدى القنوات الإسرائيلية تلك اللحظة.
لم يكن ذلك الاقتحام الأول لمنزل "عهد" اعتادت الفتاة على ذلك "اعتقلوا شقيقتي ناريمان حوالي 5 مرات من قبل"، كان أخرهم قبل عامين، مكثت الأم قرابة أسبوع في حوزه جنود الاحتلال، بينما هذه المرة وقعت الصبية في الأسر، وأمضت ليلتها في مركز شرطة بنيامين للتحقيق.
ظلت الفتاة على العهد مع أبناء قريتها، لكن ما حدث قبل ثلاثة أعوام وجه أنظار الاحتلال صوبها. حاول جندي اعتقال شقيقها الأصغر محمد، المصاب بكسر في يده، فانقضت "عهد" بجسارة على فرد المحتل وعضت يده، لتخليص أخيها بمعاونة والدتها.
وكانت عهد حازت على جائزة “حنظله للشجاعة” عام 2012، من قبل بلدية “باشاك شهير” في اسطنبول، لتحديها قوات الاحتلال الإسرائيلية، كما كرّمها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
ولعائلة الطفلة تاريخ في مقاومة الاحتلال، إذ اعتقل والدها المعروف ب “أبو وعد” تسع مرات منذ عام 1988 غالبيتها بتهمة تنظيم المظاهرات في بلدتهم.
كما وضعت والدتها تحت الإقامة الجبرية لمدة طويلة بسبب نشاطاتها السلمية، وتعرض إخوتها لاعتقالات متكررة.