أظهرت التصريحات الأخيرة للمدرب الوطني، رابح ماجر، أنه أبعد ما يكون من تقمص لباس المدرب الصارم في الجوانب الانضباطية للاعبين، بعد الذي بدر من اللاعب محرز حين تغييره، أو تايدر الذي غادر أرضية الميدان قبل نهاية لقاء إيران بسبع دقائق. فرض الصرامة والانضباط داخل أي ناد أو منتخب يعد من أهم عوامل نجاح أي مدرب في مهامه، غير أن ماجر يبدو أنه تقمص سياسة المهادنة مع لاعبيه، رغم ما اقترفه بعضهم في اللقاء الأخير أمام منتخب إيران، ضاربا عرض الحائط بسياسة الضرب بيد من حديد لكل من تخول له نفسه الإخلال بالنظام العام للمنتخب. وقال ماجر في تصريحاته إن ما قام به محرز حين استبداله أمر عادي ولا يجب تهويل الأمر، مضيفا أن محرز لم يركل علبة الإسعاف حين استبداله، ربما في إشارة لما قام به براهيمي من قبل، وكأن الرجل ينتظر أن تقوم قائمة اللاعب محرز حتى يقول إنه قام بحركة غير رياضية. وإذا كان ماجر قد شرح أسباب عدم الاعتماد على تايدر في لقاءي تنزانياوإيران، فإنه بالمقابل لم يتحدث عن الإجراءات العقابية التي كان يفترض أن تسلط على اللاعب حين خروجه من الميدان في لقاء إيران قبل سبع دقائق عن نهايته، في سابقة من نوعها على مستوى “الخضر”. وقد أعطت تصريحات ماجر بخصوص ما حدث من قبل محرز وتايدر الانطباع بأنه لن تكون هناك أي إجراءات عقابية تجاه اللاعبين ولو بالتحذير فقط، ما يجعل الأرضية مستقبلا خصبة لقيام لاعبين آخرين بمثل ما قام به الثنائي المذكور أو أكثر دون أي خوف. كما عجز ماجر عن الإجابة عن سؤال يخص إبعاد فيغولي عن تشكيلة “الخضر”، وهو المتألق مع ناديه التركي، مكتفيا بالتأكيد على احترامه لهذا الأخير والخيارات هو المسؤول عنها. ويبقى المحير في تصريحات صاحب العقب الذهبي هو حديثه الدائم عن مواجهته لعدة لقاءات أمام منتخبات قوية وتحقيق “نتائج إيجابية” فيها، مع تركيزه على النتائج عوضا عن الحديث عن المستوى العام. ولكن السؤال المطروح: ما هي المنتخبات القوية التي واجهتها تشكيلة ماجر، هل هي المنتخب شبه الاحتياطي لنيجيريا وبعد أن ضمن هذا الأخير التأهل إلى المونديال، أم منتخبا إفريقيا الوسطى وتنزانيا الضعيفان، هذا الأخير الذي حاول ماجر الإشادة بقوته وتحويل الفوز عليه برباعية إلى إنجاز، رغم أن “الخضر” في عهد غوركوف ضربوه بسباعية كاملة، وحتى الاختبار شبه الحقيقي الذي كان أمام منتخب إيران المونديالي الذي شارك أمام منتخبنا بغياب ستة من لاعبيه الأساسيين أخفق فيه ماجر وتجرع أمامه هزيمة مرة، على أمل أن يتحسن مستوى “الخضر” مستقبلا حتى لا نقع في المحظور وكارثة أمام نجوم المنتخب البرتغالي في شهر جوان القادم.