تتجه الأوضاع في قطاع الصحة إلى مزيد من التعفن، فإضراب الأطباء المقيمين يستمر في ظل الانسداد المسجل في المفاوضات الجارية مع الوزارة، في حين يهدد الأساتذة الاستشفائيون بالإضراب ومقاطعة التكوين، ما يعرض كليات الطب عبر الوطن لشلل تام، ومن ثمة يُستهدف أهم تخصص جامعي يوجه له الناجحون في البكالوريا من كل سنة. فالمفاوضات بين وزارة الصحة وتنسيقية الأطباء المقيمين عادت إلى نقطة الصفر، حيث كشفت الوزارة في لقائها مع أعضاء التنسيقية، أول أمس، عن نية في الإبقاء على حالة التعفن وفق ما جاء في تصريحات عضو التنسيقية محمد طيلب ل”الخبر”، لأن الوزير حسبلاوي دخل إلى قاعة الاجتماع لمدة 5 دقائق ثم غادرها دون أن يقدم وعودا أو آجالا لتسوية الوضعية، فيما غابت وزارة التعليم العالي عن اللقاء، ونوّه طيلب أنه خلال جلسة الحوار لم تأتي اللجنة بأي جديد. وصرح ممثل وزارة الصحة المفتش العام ورئيس لجنة التفاوض عمر برجوان عقب اللقاء الذي جرى بين الطرفين، أول أمس، أن الوزارة تتمسك بضرورة وقف الإضراب وستلتزم الوزارة بتسوية المطالب واستمرار الحوار، إلا أن هذا الشرط سبق أن رفضه الأطباء ليؤدي ”تعنت” الطرفين إلى مزيد من العمق في الأزمة التي تزداد تعفنا يوما بعد آخر ”فإذا كانت الحكومة لا تبالي بقضية التكوين والخسارة الناجمة عن ضياع الدروس، كان عليها المبالاة بمعاناة المرضى التي طفت إلى السطح بالتصريحات المباشرة لمسؤولي القطاع التي يعترفون فيها بدرجة العجز الذي بلغته المستشفيات العمومية بسبب إضراب الأطباء المقيمين”. وستزداد الأوضاع تعفنا بدخول الأساتذة الاستشفائيين الجامعيين على خط الاحتجاج بعد إعلانهم الدخول في إضراب وطني يوم 29 أفريل، مع توقيف كل الأعمال المتعلقة بالتكوين والتقييم الخاصة بالتخرج وما بعد التدرج، وتركت النقابة باب التصعيد مفتوحا للمطالبة بمراجعة التعويضات الاستشفائية من خلال ضمان عمل وأجر متساو عبر كل المؤسسات الاستشفائية، والحق في تقاعد كريم. وحسب ما ذكره أمين عام النقابة، البروفسور رشيد بلحاج، ل”الخبر”، فإن الأساتذة سيقاطعون التكوين عبر 13 كلية عبر الوطن، ونوّه أن النقابة منحت المهلة الكافية لوزارتي الصحة والتعليم العالي في تلبية المطالب، وأيضا لوزارة العمل حول مراجعة التقاعد، والأساتذة قرروا افتكاك حقوقهم باللجوء إلى الإضراب، يضيف ذات المسؤول. وقف التكوين من شأنه إلحاق إضرار واسع بآلاف الطلبة المعنيين بالكليات الطبية، والتي تمثل أهم تخصص جامعي يقبل عليه الناجحون في البكالوريا. وحسب ما ذكره المنسق الوطني لأساتذة التعليم العالي عبد الحفيظ ميلاط، فإن هذا التخصص مهم لعدد سنوات تكوينه التي تتجاوز العشر سنوات إذا اختار دارسوه التوجه نحو التخصص، وهو الوجهة الأولى لناجحي البكالوريا بمعدلات عالية، وأهميته عالمية وليس في الجزائر فقط، إلا أن المسجل حاليا أن هذا التخصص في خطر بالنظر إلى الإضرابات وحالة اللاتوازن التي تعيشها الكليات منذ بداية الموسم الجامعي.