انتخبت الجمعية الوطنية (مجلس الشعب) في كوبا زعيماً جديداً للبلاد خلفا للرئيس الحالي راؤول كاسترو الذي تنحى طوعا بعد عقد من الزمن في قيادة البلاد. ويعني انتخاب ميغيل دياز كانيل، البالغ من العمر 58 عاما لهذا المنصب، انتهاء حقبة الأخوين فيديل وراؤول كاسترو اللذين لم تعرف الجزيرة غيرهما رئيسا منذ انتصار الثورة الكوبية عام 1959. درس دياز كانيل الهندسة الإلكترونية في كوبا وأمضى ثلاثين عاما في صفوف الحزب الشيوعي وتولى منصب وزير التعليم العالي قبل انتخابه نائباً للرئيس عام 2013. ورغم أنه يصنف في عداد التيار المعتدل في القيادة إلا أن مواقفه الأخيرة تعكس توجها أكثر تشدداً وخاصة في ما يتعلق بالموقف من العلاقة مع الولاياتالمتحدة وتحرير الاقتصاد الكوبي. وتسرب شريط مصور عام 2015 ظهر فيه دياز متحدثاً خلال اجتماع حزبي منتقداً خلال حديثه "الإعلام المستقل" وقال إن السفارات الغربية في كوبا تدعم الأنشطة "الهدامة" في البلاد، ووصف خطوة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع بلاده بأنها "طريقة أخرى لتحقيق الهدف النهائي وهو تدمير الثورة الكوبية". ولا يرى كثيرون أنه من المنطقي الحديث في كوبا عن ما يمكن تسميته بمرحلة ما بعد كاسترو عند تولي دياز كانيل منصب الرئاسة، لأن راؤول سيظل زعيما للحزب الشيوعي بينما ابنه أليخاندرو البالغ من العمر 52 عاما ضابط برتبة عميد في وزارة الداخلية وينظر إليه باعتباره الوصي على أرث أسرة كاسترو. عمل دياز كانيل بعد تخرجه من الجامعة مدرساً جامعياً وبعدها عمل في صفوف الحزب وخلال فترة قصيرة تولى منصبا حزبيا رفيعا في فيلا كلارا حيث عاش حياة بسيطة ومتواضعة ونال إعجاب أبناء المنطقة حيث كان يقود دراجته الهوائية بعكس الصورة المعروفة عن القيادات الحزبية. عام 2003 انتخب دياز عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الذي يتألف من 15 شخصا، وهو ما مثل قفزة كبيرة في مسيرة صعوده في سلم قيادة الحزب. ومع تولي راؤول كاسترو زعامة البلاد عام 2009 خلفا لشقيقه فيديل الذي تنحى طوعا، تم تعيينه في منصب وزير التعليم العالي. وخطا خطوة أخرى عندما عين نائباً للرئيس عام 2012 إلى جانب سبعة آخرين في مجلس الوزراء وبعدها بعام ارتقى إلى منصب العضو في مجلس الدولة والنائب الأول للرئيس.