قرر الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، عبد المومن ولد قدور، إنهاء مهام رئيس مجلس الإدارة، محمد حيرش، على خلفية اتصاله دون استشارة، للمدرب الفرنسي باتريس نوفو والأكثر منه تعريضه للخطر. اجتمع الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، أول أمس، حسب مصادر عليمة، برئيس بمجلس إدارة مولودية الجزائر محمد حيرش وأبلغه بقرار إنهاء مهامه على رأس مجلس إدارة النادي العاصمي، مطالبا إياه بالانشغال بمهامه في الشركة النفطية والابتعاد نهائيا من التسيير الرياضي للمولودية، بعدما عاتبه على الخطوة التي قام بها مع التقني الفرنسي باتريس نوفو. يجري هذا في الوقت الذي بعث المدير الرياضي كمال قاسي سعيد المفاوضات من جديد مع التقني الفرنسي رولان كوربيس. ويبدو أن الرجل الأول في الشركة النفطية اقتنع أن قطار المولودية لن ينطلق في حال استمرار الانسداد بين حيرش وقاسي سعيد وتبنيهما التسيير الموازي، ما جعل الفريق يعيش يوميا على وقع الفضائح.. وكما كان منتظرا، فضل ولد قدور التضحية بمحمد حيرش على حساب كمال قاسي سعيد، خاصة وأنه كان وراء إعادته إلى منصبه بعدما تم إبعاده رفقة المدرب كازوني من قبل حيرش. وقد جدد عبد المؤمن ولد قدور ثقته في المدير الرياضي كمال قاسي سعيد، حيث دعمه ورحب بقدوم المدرب الفرنسي رولان كوربيس المنتظر قدومه إلى الجزائر يوم 12 أكتوبر القادم. ومهما كانت أسباب الخلاف بين الرجلين كمال قاسي سعيد ومحمد حيرش، فإن هذا المشهد ما هو إلا امتداد لحالة اللاإستقرار التي يعيشها النادي منذ عودته للشركة النفطية سوناطراك كمالك حقيقي للنادي. ولا يزال فريق مولودية الجزائر يدفع ثمن غياب استراتيجية ناجحة وفشل مسؤولي سوناطراك في اختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، بدليل أن الفريق استنفد واستهلك ثمانية رؤساء منذ شهر أكتوبر من عام 2012، ما جعل الفريق يسير دون خريطة طريق واضحة المعالم.. فبعد عمروش وبتروني وبوملة وكذا حاج طالب ويايسي ورايسي مرورا بلاج، جاء الدور على محمد حيرش والقائمة قد تطول في ظل غياب إستراتجية. يجري هذا في الوقت الذي تلقى الرئيس السابق للفريق لاج تهديدات من اللاعب الأسبق لمولودية الجزائر، علي بن شيخ، الذي كان يشرف على الفئات الشبانية في العميد، وتوعده بإبعاده من منصبه بعدما جمد راتبه بحجة أنه لم يكن يسجل حضوره في عمله مع الشبان. فكسب بن شيخ المعركة وكان وراء إقالة لاج. وهو السيناريو نفسه الذي قام به المدير الرياضي كمال قاسي سعيد الذي توعد بإبعاد حيرش من منصبه بعد حرب طاحنة دارت بينهما لأسابيع جعلت منصب المدرب شاغرا لأكثر من شهر.