أبرز وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، "أهمية حركية وتنقل الأشخاص في إطار الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الفرنسية"، وهذا خلال أشغال الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المختلطة الفرنسية-الجزائرية التي نظَمت، أول أمس الإثنين، بباريس، حسب ما جاء في وكالة الأنباء الجزائرية. وأوضح مساهل أن تنقل الأشخاص "يشكل رافدا هاما لترقية المبادلات الاقتصادية والبشرية بين البلدين وكذا تعزيز الشراكة الاستراتيجية الجزائرية-الفرنسية التي يعكف البلدان على جعلها إطارا متميزا للتبادل"، مشيرا إلى "العدد الهام للخطوط الجوية التي تربط بين الجزائروفرنسا، ما يشكل وسيلة كفيلة بتحقيق هدف تكثيف الروابط الإنسانية بين البلدين". وأنشئت اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية-الفرنسية سنة 2013 بهدف تأطير وترقية وتعزيز التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية بين البلدين، كما كلّفت بتحضير انعقاد الدورة الرابعة للجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى في الأسابيع المقبلة بالجزائر العاصمة وسيترأسها مناصفة الوزير الأول الجزائري ونظيره الفرنسي. وبمناسبة انعقاد اجتماع اللجنة الاقتصادية، ترأس مساهل مع وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أشغال الدورة ال4 للحوار الاستراتيجي الجزائري-الفرنسي حول مسألتي الأمن ومكافحة الإرهاب. وسمحت هذه الدورة للجانبين، حسب الوكالة الرسمية، ب"تبادل واسع لوجهات النظر والتحاليل حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما وضعية الأزمات والنزاعات في مالي وليبيا وسوريا والشرق الأوسط". وجدد السيد مساهل موقف الجزائر الداعي ل"ترقية الحلول السياسية، من خلال الحوار والمصالحة، للأزمات في ليبيا ومالي وسوريا"، مؤكدا خاصة على "رفض التدخلات الأجنبية وأهمية تكفل أطراف النزاع أنفسهم بتسيير المسارات السياسية لبلدانهم". كما تطرق رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى "الجهود التي تبذلها الجزائر في مالي وليبيا للمساهمة في تسوية الأزمات بهذين البلدين". وتناول الطرفان أيضا، حسب الوكالة، العلاقات بين الجزائر-الاتحاد الأوروبي والتعاون بمنطقة المتوسط، لاسيما حول المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحته والهجرة غير الشرعية". من جهته، صرح لودريان بأنه "من مسؤولية فرنساوالجزائر العمل سويا لتسوية الأزمات". وقال: "نحن مقتنعون بأن تقاسم الخبرات ومبادرات التبادل العملياتية ضرورية للتحرك على الساحة الإقليمية لاسيما في مالي وليبيا، وتعتبر الجزائر شريكا مهما ومن مسؤوليتنا العمل معا على تسوية الأزمات التي تهز استقرار محيطنا". وأضاف المسؤول الفرنسي: "نتطرق إلى هذه المواضيع كثيرا ولدينا مبادرات مشتركة، كما نريد مواصلة العمل في إطار هذا المنطق الذي يتماشى والتزاماتنا المتخذة على مستوى الأممالمتحدة، خاصة فيما يتعلق بمالي وليبيا"، موضحا أنه "يفكر رفقة وزير الشؤون الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، في استحداث قمة خاصة بالضفتين تسمح بإقامة علاقة مشتركة من أجل تنمية ضفتي المتوسط".