وقعت الجزائروفرنسا أول أمس، على إعلان النية لاستحداث صندوق استثمار ثنائي قصد إعطاء دفع جديد للشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث من شأنه أن يدعم التعاون بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للبلدين، فضلا عن مرافقة المقاولين الجزائريين المستثمرين بفرنسا والمقاولين الفرنسيين في الجزائر. التوقيع على إعلان النية كان من قبل وزير الشؤون الخارجية السيد عبد القادر مساهل ووزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لومير، عقب أشغال الدورة الخامسة للجنة المختلطة الاقتصادية الجزائرية الفرنسية (كوميفا). وسيقوم الصندوق الذي اقترح استحداثه بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر يوم 6 ديسمبر 2017، بتمويل شراكات بين مؤسسات خاصة يتعلق نشاطها بشراكة جزائرية فرنسية لاسيما في قطاعات محفزة النمو، على غرار السيارات والصناعات الغذائية والانتقال الطاقوي والحركية الحضرية والرقمنة. وبخصوص رأس المال، سيتم توفيره مناصفة من قبل الطرفين بعملة اليورو، وسيتم بشكل تدريجي وفقا لأهمية وعدد المشاريع الواجب تمويلها. كما يمكن أن يزود رأس المال الخاص الناجم خصوصا عن المؤسسات المصرفية، هذا الصندوق في مرحلة ثانية، وستكون إدارته منفصلة عن تسييره (ستعود للدولتين المساهمتين في إطار مجلس إدارة) وستوكل هذه الأخيرة لمسيّر صناديق مستقل معترف به يتم انتقاؤه عقب مناقصة. وبخصوص تحويل رؤوس الأموال، فسيمكن نقل الأموال المستثمرة إذا أبدى أحد الطرفين الرغبة في ذلك حسبما أشير إليه، فيما سيمكن إعادة استثمار أرباح وعائدات المبيعات الناتجة عن الاستثمارات المحققة من قبل المسيّر في الصندوق أو تحويلها إلى المؤسسات التي قامت بتمويل الصندوق وفقا لإسهاماتها. مساهل: ترسيخ شراكة إستراتيجية مرتكزة على مصالح الطرفين من جهة أخرى، سجل وزير الشؤون الخارجية، بارتياح الجهود الجد مهمة لرئيسي البلدين لجعل العلاقة بين الجزائروفرنسا علاقة «خاصة» تتوجه نحو شراكة «إستراتيجية ومتميزة»، داعيا إلى أن ترتكز هذه العلاقة على مصالح الطرفين، في حين وصف الحوار القائم بين الجزائروفرنسا ب»الثري» على الصعيد الاستراتيجي والأمني. وأبرز وزير الشؤون الخارجية أهمية حركية وتنقل الأشخاص في إطار الشراكة الإستراتيجية، مؤكدا أن تنقل الأشخاص يشكل رافدا هاما لترقية المبادلات الاقتصادية والبشرية بين البلدين وكذا تعزيز الشراكة الإستراتيجية الجزائرية - الفرنسية التي يعكف البلدان على جعلها إطارا متميزا للتبادل. وأشار في هذا الصدد إلى العدد الهام للخطوط الجوية التي تربط بين الجزائروفرنسا، مما يشكل وسيلة كفيلة بتحقيق هدف تكثيف الروابط الإنسانية بين البلدين. كما ترأس وزير الشؤون الخارجية، مناصفة مع نظيره الفرنسي جون -إيف لو دريان، أشغال الدورة ال4 للحوار الاستراتيجي الجزائري -الفرنسي حول مسألتي الأمن ومكافحة الإرهاب. وسمحت هذه الدورة للجانبين بتبادل واسع لوجهات النظر والتحاليل حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما وضعية الأزمات والنزاعات في مالي وليبيا وسوريا والشرق الأوسط. في هذا الصدد، جدد السيد مساهل موقف الجزائر الداعي ل»ترقية الحلول السياسية، من خلال الحوار والمصالحة للأزمات في ليبيا ومالي وسوريا»، مؤكدا خاصة على «رفض التدخلات الأجنبية وأهمية تكفل أطراف النزاع أنفسهم بتسيير المسارات السياسية لبلدانهم». كما تطرق رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى الجهود التي تبذلها الجزائر في مالي وليبيا للمساهمة في تسوية الأزمات بهذين البلدين. وتناول الطرفان أيضا العلاقات بين الجزائر الاتحاد الأوروبي والتعاون بمنطقة المتوسط لاسيما حول المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ومكافحته والهجرة غير الشرعية. من جهة أخرى، أشاد المسؤولان ب «التشاور الدائم» بين البلدين حول هذه القضايا حيث اتفقا على مواصلته ودعمه بشكل أكبر. فبخصوص مالي، ذكر السيد مساهل أن الجزائر هي شريكة لجهود الأممالمتحدة وتطبيق الاتفاق في إطار لجنة المتابعة المستحدثة لهذا الشأن والمنبثقة عن مسار اتفاق الجزائر العاصمة وباماكو، مبرزا أن التشاور بهذا الخصوص هو دائم. وبخصوص قضية الصحراء الغربية، أوضح السيد مساهل أن الجزائر ملتزمة التزاما تاما بتنفيذ لوائح مجلس الأمن الأممي، لا سيما لائحته 2414. من جهة أخرى، وفي تعليقه على الهجوم الانتحاري الذي استهدف يوم الاثنين العاصمة التونسية، ذكر وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر نددت على لسان ناطقها الرسمي «هذا الهجوم الشنيع»، مبرزا «نحن نتواجد في منطقة مهددة نوعا ما حيث هناك تحديات كبيرة لاسيما تحدي الإرهاب والجريمة المنظمة ولهذا فإن مكافحة الإرهاب لا تخص بلدا واحدا أو آخر، بل تعني أيضا المجتمع الدولي». وجدد السيد مساهل تعازيه الخالصة للشعب التونسي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل. لودريان: من مسؤولية فرنساوالجزائر العمل سويا لتسوية الأزمات من جانبه، صرح وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أنه من مسؤولية فرنساوالجزائر العمل سويا «لتسوية الأزمات»، مضيفا في تصريح له عقب الأشغال «نحن مقتنعون بأن تقاسم الخبرات ومبادرات التبادل العملياتية ضرورية للتحرك على الساحة الإقليمية لاسيما في مالي وليبيا. وتعتبر الجزائر شريكا مهما ومن مسؤوليتنا العمل معا على تسوية الأزمات التي تهز استقرار محيطنا». في هذا الإطار، أكد السيد لودريان «نتطرق إلى هذه المواضيع كثيرا ولدينا مبادرات مشتركة، كما نريد مواصلة العمل في إطار هذا المنطق الذي يتماشى والتزاماتنا المتخذة على مستوى الأممالمتحدة خاصة فيما يتعلق بمالي وليبيا»، مضيفا أنه يفكر رفقة وزير الشؤون الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل» في استحداث قمة خاصة بالضفتين تسمح بإقامة علاقة مشتركة من أجل تنمية ضفتي المتوسط». وبخصوص لجنة كوميفا، أوضح جان إيف لودريان أن الجزائر تعتبر بالنسبة لفرنسا شريكا اقتصاديا هاما بأكثر من 8 ملايير أورو من التبادلات التجارية سنويا، مع أكثر من 7000 مؤسسة فرنسية تنشط بالجزائر، بالإضافة إلى حوالي 500 مؤسسة فرنسية مقيمة بالجزائر توظف 40.000 شخص وتوفر 100.000 منصب شغل غير مباشر في الميادين الإستراتيجية بالنسبة لبلدينا، سواء في مجال السيارات والنقل والصحة أو الفلاحة، مؤكدا أن لجنة كوميفا،»تسمح بتقييم» الشراكة الاقتصادية بين البلدين و»تحديد الآفاق الجديدة» من أجل تدعيمها وتجسيدها. كما أبرز بهذه المناسبة وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، برونو لومير أن لجنة كوميفا برهنت على الإرادة المشتركة بين فرنساوالجزائر في تعزيز علاقاتهما الاقتصادية، موضحا أن «الجزائروفرنسا شريكان اقتصاديان كبيران يعيشان تحولا اقتصاديا، حيث ترغب فرنسا في اقتصاد تنافسي ومصدر علاوة على تعزيز قطاع الصناعة، بينما تعيش الجزائر تحولا يهدف إلى التنويع الاقتصادي». بخصوص إعلان النية لإنشاء صندوق استثمار ثنائي، أكد المتحدث أنه يعتبر أداة «جد مفيدة وفعّالة لتعزيز شراكتنا التي تعتمد على مشاريع ميدانية مربحة للطرفين في مجال الاستثمار والخبرة والتكوين»، مشيرا إلى أن هذه الاستثمارات يجب أن تعود بالفائدة على فرنساوالجزائر»، في حين أعلن أن زيارته المقبلة للجزائر ستكون من أجل تمديد هذه الشراكة» وتجسيد عدد من المشاريع وكذلك إقامة شراكة في مجالات أخرى. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ مساهل يلتقي مسؤولي المراكز القنصلية في فرنسا التقرب من أفراد الجالية والإصغاء لانشغالاتهم اجتمع وزير الشؤون الخارجية، عبد القادر مساهل، أمس، في باريس، بمسؤولي المراكز القنصلية بفرنسا وذلك بحضور سفير الجزائر عبد القادر مسدوة، حيث أبرز الوزير المكانة الهامة التي توليها الحكومة الجزائرية للجالية الوطنية المقيمة بالخارج والتي تتجلى في قرارات رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة بخصوصها. وحسبما جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية، فإن هذا الاجتماع جاء غداة عقد الدورة الخامسة للجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية- الفرنسية (كوميفا) بباريس، التي أبرز خلالها الوزير «أهمية حركية وتنقل الأشخاص في إطار الشراكة الجزائرية - الفرنسية التي تشكل رافدا هاما لتعزيز الشراكة وترقية المبادلات الاقتصادية والبشرية بين البلدين». وذكر رئيس الدبلوماسية الجزائرية خلال اللقاء بمسؤولي المراكز القنصلية، بالمكاسب المسجلة في مجال الرقمنة وعصرنة التسيير القنصلي والوسائل والأدوات الموضوعة في متناول المراكز القنصلية، التي ساهمت في تقليص الصعوبات الإدارية ومنه تحسين جودة الخدمات على مستوى هذه المراكز. وأكد الوزير في هذا الإطار أن الوضع الذي عرف تحسنا «يجب استغلاله من طرف مسؤولي المراكز القنصلية الذين يجب عليهم حاليا أن يخصصوا وقتا أكثر لأنشطة تهدف إلى تقوية الروابط مع الجالية الوطنية والاستماع أكثر لانشغالاتهم، إضافة إلى تقوية العلاقات مع السلطات المحلية». ودعا في هذا الصدد مسؤولي المراكز القنصلية إلى «الاستمرار في تعزيز هذا المسعى الذي توليه الحكومة الجزائرية اهتماما بالغا، من أجل التكفل بكل الجوانب التي لازالت تسجل بعض النقائص». من جهة أخرى، دعا السيد مساهل مسؤولي المراكز القنصلية بفرنسا لأن يكونوا في خدمة البلد والجالية من خلال الوسائل والأدوات المتوفرة لديهم. وختم البيان إلى أن المشاركين استعرضوا مجموعة المسائل المتعلقة بتسيير وحماية الجالية الوطنية في فرنسا، مبرزين الجهود المبذولة بهدف «ضمان خدمات نوعية للجالية الوطنية في الخارج». من جهة أخرى، دعا وزير الشؤون الخارجية رؤساء القنصليات إلى بناء «علاقة قوية» مع أفراد الجالية الوطنية، داعيا إلى الإصغاء لانشغالاتهم. وبعد الإشارة إلى إدخال التكنولوجيات الجديدة في التسيير اليومي للشأن القنصلي «وهي العملية التي مكنتنا من المزيد من الفعالية» يقول السيد مساهل، طالب رؤساء القنصليات بالتقرب أكثر من المواطنين الجزائريين المقيمين بفرنسا. وشدد الوزير على أنه يوجد ضمن الجالية الوطنية «مواطنون يريدون خدمة بلدهم ولاسيما ضمن الجالية الجامعية، مذكرا بالأهمية «المحورية» التي توليها الحكومة للجالية الوطنية بالخارج. ومن جهته، عرض السيد عبد القادر مسدوة مختلف نشاطات السفارة و القنصليات من عمل جواري في اتجاه أفراد الجالية، مشيرا بصفة خاصة إلى فتح نادي سانت أوغستين كفضاء للتبادل والتقاسم والتفكير والذي سبق وأن جمع جامعيين ومؤسسات ناشئة. ق. و