يترأس الوزير الأول، أحمد أويحيى، الوفد الجزائري المشارك في مؤتمر باليرمو حول ليبيا، الذي بدأت فعالياته، مساء الإثنين، بجلسات للحوار الاقتصادي والأمني، على مستوى كبار الموظفين، تحسبا للجلسة العامة اليوم على مستوى رؤساء الدول والحكومات المشاركة. ويرافق أويحيى في هذه الرحلة وزير الخارجية عبد القادر مساهل. على مدى يومين كاملين، يترقب الليبيون وجيرانهم في تونسوالجزائر ومصر مخرجات المؤتمر الذي يدوم يومين، وفقا لجدول أعمال أعدّته رئاسة مجلس الوزراء بالحكومة الإيطالية، إذ بدأت فعاليات المؤتمر صبيحة أمس بالحوار الاقتصادي، بينما تعقد جلسة خاصة بالقضايا الأمنية من الساعة الثانية والنصف وحتى الخامسة مساء، على أن يبدأ اجتماع رسمي رفيع المستوى في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء، ليختتم في تمام السابعة، يليه لقاء رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي برؤساء الوفود للترحيب بهم. وتبدأ فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر، وهي الأهم، بجلسة عمل عامة تنتهي في تمام الواحدة ظهرا، تعقبها ندوة صحفية لرئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي. وحسب مصادر دبلوماسية، فإن رؤية الجزائر للمؤتمر التي سوف يطرحها أويحيى والوفد المرافق له، ترتكز على مقاربة الحل السياسي وتحقيق المصالحة الوطنية بين كافة الاشقاء الليبيين بلا إقصاء، إذ لفتت ذات المصادر في تصريح ل"الخبر"، إلى أن "استمرار الأوضاع على ما هي عليه في ليبيا يؤثر سلبا على الاستقرار في المنطقة المتوسطية برمتها". مؤكدة على أن "الجزائر ستجدّد موقفها القائم على مقاربة الأممالمتحدة لتسوية الأزمة، وتتحفظ بوضوح على منطق تعديد المسارات التي تعتبر شكلا من أشكال التدخل الأجنبي في مصير الليبيين وخياراتهم المستقبلية". وتابعت أن روما تعوّل كثيرا على استمرار دعم الجزائر وعلى مساهمتها في بلورة خريطة طريق تساعد على إخراج ليبيا من الأزمة والعمل سويا من أجل تحقيق السلم والمصالحة في هذا البلد الجار والإسهام، تحت مظلة الأممالمتحدة، في تنميته الاقتصادية والاجتماعية، في ظل احترام تطلعات وإرادة الشعب الليبي. مؤكدة على أن أويحيى سيحرص على تبليغ النظرة الجزائرية للشركاء المعنيين بالأزمة الليبية، مع الإشارة إلى الموقف الرسمي القائم على العمل الدبلوماسي "وفق نقطتين هامتين، هما احتواء الليبيين لقضيتهم وإقرار الأجوبة عن كل الأسئلة، فيما النقطة الثانية تتمثل حول دعم ليبيا جهود الأممالمتحدة". وقد سبق لأويحيى أن تعهّد الأسبوع الماضي، خلال لقاء جمعه مع كونتي بالعاصمة، أن "الوفد الجزائري سيعمل على إنجاح مؤتمر باليرمو بكل ما بوسعه في إطار مقاربة الحل السلمي في ليبيا لا شيء آخر".