تعيش بلدية السبت، شرقي سكيكدة، خلال اليومين الأخيرين، على وقع الفاجعة الأليمة التي راحت ضحيتها سيدة حامل، لفظت أنفاسها الأخيرة في سيارة إسعاف، على الحدود بين ولايتي سكيكدةوعنابة، بعدما تم تحويلها من مستشفى “محمد دندان” بعزابة نحو مستشفى عنابة، في ظروف غامضة. ارتدت بلدية السبت بولاية سكيكدة ثوب الحزن بسبب وفاة سيدة حامل، داخل سيارة إسعاف بعد ساعات قليلة من وضع مولودها الأول، وحسب مصادر مقربة من العائلة فإن الأمر يتعلق بالمدعوة “أميرة مقران”، التي تشتغل أستاذة بالمدرسة الابتدائية الكائنة بقرية “أبو الطيب”، والبالغة من العمر 25 سنة، والتي كانت قد توجهت مساء الإثنين إلى عيادة الولادة بمستشفى “محمد دندان” بعزابة، من أجل وضع حملها الأول في ظروف صحية طبيعية. وبعد فترة قصيرة تقرر وضعها فوق طاولة الولادة، من أجل الإسراع في العملية، حسب مصادرنا، لكنها تعرضت لنزيف حاد أثناء عملية الوضع، التي تحولت من عملية وضع عادية إلى عملية “شبه قيصرية”، بعدما تم تقطيع جزء من رحمها، في ليلة “سوداء”، وذلك من أجل إخراج المولودة، التي شاء القدر أن تكون طفلة لم ولن ترى أمها، التي تعقدت وضعيتها الصحية بعد ذلك، بسبب استمرار النزيف. وفي ظروف غامضة حول أسباب عدم التكفل العاجل بها هناك، تقرر تحويلها في سيارة إسعاف نحو مستشفى عنابة، لكنها فارقت الحياة بضواحي مدينة “برحال”، وهي الحادثة التي أثارت استياء واستنكار عائلة الضحية ومختلف سكان المنطقة، الذين طالبوا بالتحقيق في القضية ومعاقبة المتسببين في هذه المأساة، خاصة وأنهم تحدثوا عن تحقيق داخلي لإدارة المستشفى، بالموازاة مع محاولة بعض الأطراف طمس الحقيقة. من جهته أوضح لنا مدير الصحة، أمس، أنه لم يتلق لحد الآن أي تقرير أو شكوى بخصوص هذه الحادثة، مؤكدا أن “سياسة اللاعقاب بقطاع الصحة قد ولت ومن يخطئ سيدفع الثمن”، في إشارة إلى عزمه فتح تحقيق في القضية، من أجل محاربة ظاهرة الإهمال والتلاعب بحياة الناس.