نفى أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد المالك دروكدال، في تسجيل صوتي نشر في حساب “تويتر” تابع لما يسمى “مؤسسة الأندلس” وهي الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة، مقتل قيادي كبير في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. عاد دروكدال إلى الواجهة الإعلامية فقط من خلال بيانين اثنين صدرا في شهر ديسمبر الجاري، الأول تحدث فيه عن الغارة الجوية الأمريكية على جنوب غرب ليبيا، مكذبا ما جاء في بيان قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا حول مقتل عناصر تكفيرية في غارة جوية أمريكية استهدفت منطقة العوينات بالجنوب الغربي الليبي، ليظهر مجددا في تسجيل صوتي صدر مساء أمس الثلاثاء، نفى فيه مقتل أحد قادة الصف الأول في تنظيم نصرة الإسلام والمسلمين، مكذبا ما جاء على لسان وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، التي أكدت في وقت سابق مقتل قائد جبهة تحرير ماسينا، وهي جماعة موالية لتنظيم نصرة الإسلام والمسلمين في شمال مالي، تتكون من أقلية الفولان الإفريقية. وقد نفى أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، في تسجيل صوتي، مقتل أمير جبهة تحرير ماسينا في غارة جوية فرنسية نهاية شهر نوفمبر الماضي وسط مالي، بعد تسجيل فيديو ظهر فيه محمد كوفا رفقة إياد اق غالي ويحيى أبو الهمام. وقال دروكدال في التسجيل الصوتي إن محمد كوفا لم يكن موجوداً في المكان الذي هاجمه الفرنسيون حتى يقتل، وهذا في رد على وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي التي أكدت قتل محمد كوفا أمام البرلمان الفرنسي، وقالت إنه قتل رفقة 35 مقاتلاً في جبهة تحرير ماسينا. وربط دروكدال حديث الجيش الفرنسي عن مقتل كوفا بما أمساه “البحث عن بصيص أمل لشعب أنهكته الضرائب المتزايدة”. وخصص دروكدال الجزء الأكبر من تسجيله الصوتي للحديث عن الأوضاع الداخلية في فرنسا، مشيراً إلى مظاهرات “السترات الصفراء”. ويثير التسجيل الصوتي الأخير لأمير تنظيم القاعدة، عبد المالك دروكدال، الذي تحدث فيه عن الأزمة الداخلية في فرنسا وربطها بالحرب الدائرة في إقليم أزواد بين القوات الفرنسية المالية والإفريقية من جهة والجماعات المتشددة التكفيرية من جهة ثانية، حمل عنوان “ فرنسا بين لعنة نهب الثروات ونار الاحتجاجات”، الكثير من الأسئلة بداية بالموقع الذي يفترض أن أمير ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب موجود فيه، خاصة أنه تحدث عن أمور وقعت في أماكن بعيدة جغرافيا عن معاقل تنظيم القاعدة المغاربي التقليدية، في ولايات شرق العاصمة، وتحدث بلغة الشخص الذي يعرف ما يجري، كما أن حديثه عن فرنسا التي تقود الحملة العسكرية على الجماعات التكفيرية في الساحل والصحراء يقود إلى توقع انتقال دروكال من شمال الجزائر وافتراض أنه موجود إلى الصحراء الكبرى في الساحل. ورغم صعوبة تصور هذه الفرضية، لأن تنقل الرقم واحد في التنظيمات الإرهابية في الجزائر على مسافة تتعدى 2500 كلم في منطقة خاضعة لرقابة أمنية مشددة، من جيوش وأجهزة أمن عدة دول، إلا أن فرضية إمكان تسلله إلى الساحل تبقى واردة لسببين: الأول هو أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب أدرك منذ وقت طويل أنه خسر المعركة ضد القوى الأمنية والعسكرية الجزائرية في معاقله التقليدية في الجزائر، وبالتالي فإن بقاء القيادة في هذه المعاقل يعني بالضرورة أن أمرها سينتهي بعملية أمنية أو عسكرية. أما السبب الثاني فهو انتقال الثقل الرئيسي لتنظيم القاعدة المغاربي من شمال الجزائر إلى الصحراء الكبرى بسبب قدرة التنظيم المنطوي في منطقة الصحراء تحت مظلة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بقيادة إياد اق غالي على الحركة والنشاط المسلح، إلا أن تركيز دروكدال على ما يجري في الساحل والصحراء قد يكون محاولة منه للفت الأنظار وإبعاد الضغط الأمني والعسكري المسلط على فلول تنظيمه في ولايات شرق العاصمة.