يعيش بيت وفاق سطيف هذه الأيام أصعب فتراته، بعد أن زادت حدة التوتر بين اللاعبين والرئيس حسان حمّار بخصوص مستحقاتهم المالية العالقة، ووصل الحد إلى إصرار العديد منهم على المغادرة، خلال فترة التحويلات الشتوية الجارية إلى غاية منتصف هذا الشهر، ويأتي على رأسهم القائد جابو وجحنيط وبدران. وكان رئيس الوفاق السطايفي حسان حمّار قد أحدث ضجة كبيرة، عندما صرح بعد خسارة فريقه أمام اتحاد بلعباس بهدفين نظيفين، بأن اللاعبين لا يدينون بأكثر من أجرتين شهريتين، قائلا: “صحيح أن اللاعبين يدينون برواتب شهرية، ولكن ليس كما تناقلته وسائل الإعلام بخمسة أو ستة أشهر، فالحقيقة أن اللاعبين لا يدينون بأكثر من راتبين شهريين فقط”. وفيما يخص الخسارة أمام بلعباس رد حمّار يقول: “الخسارة عادية بالنظر إلى الغيابات الكثيرة التي عانت منها تشكيلة الوفاق، وعلى كل حال نحن نحتل المرتبة الثالثة، وبالتالي لا خوف على الفريق”. جابو يطالب بأوراق تسريحه هذه التصريحات لم تعجب لاعبي الوفاق، خاصة فيما تعلق بمستحقاتهم العالقة، إذ أن كل اللاعبين القدامى في صورة جابو وجحنيط وباكير وسيدهم وعيبود وزغبة وبدران وربيعي يدينون، حسب تصريحاتهم، ما بين خمسة إلى سبعة رواتب شهرية. وفي هذا السياق، أسر صانع ألعاب الوفاق عبد المومن جابو إلى بعض مقربيه أنه سئم من وعود الرئيس، وأنه يريد المغادرة خلال هذه الفترة، مستغربا تصريحات حسان حمّار الأخيرة بخصوص المستحقات المالية العالقة، وطلب لقاء حمّار عشية أمس لوضع النقاط على الحروف. الإدارة السطايفية في ورطة وتصاعدت لهجة اللاعبين إزاء الإدارة، بدليل مطالبة الثلاثي جحنيط وجابو وبدران بأوراق تسريحهم لمغادرة الفريق خلال فترة التحويلات الحالية. أما بقية اللاعبين المعنيين بالمستحقات المالية العالقة ونعني بهم سيدهم، عيبود، باكير، زغبة وربيعي والذين تنتهي عقودهم هذا الصيف، فقد رفضوا فكرة التجديد للوفاق، وهو ما سيجعل من الوفاق يخسر الكثير من وزنه، في حال أصر هؤلاء على مواقفهم، ما يضع حمّار في ورطة كبيرة، جعلته يفكر في عقد ندوة صحفية خلال الساعات القادمة، من أجل توضيح العديد من الأمور. الديون تثقل كاهل حمّار وفي الوقت الذي تمكنت فيه إدارة وفاق سطيف من تخفيض مديونيتها لدى الرابطة المحترفة لكرة القدم والتي تخص مستحقات اللاعبين والتقنيين السابقين، إلى أقل من مليار سنتيم، فإن بعض الشركات والمؤسسات تدين بمستحقات مالية مهمة على إدارة الوفاق، وتأتي على رأسها شركة الطاسيلي للطيران التي أوفدت الخميس الفارط محضرا قضائيا لمقر الوفاق للمطالبة بأموالها العالقة والمقدرة بمليار و200 مليون سنتيم. وكانت الشركة قد جمدت الرصيد البنكي لشركة الوفاق المحترفة من قبل، كما طالب الحارس السابق للوفاق بلخوجة بمستحقاته المالية العالقة والمقدرة بمليار و600 مليون سنتيم، والتي يملك بخصوصها صكا خاصا لحمّار.. كما تدين بعض الفنادق بسطيف بأموال معتبرة. وجاءت قضية اللاعب الملغاشي أمادا لتزيد من تأزم الوضع المالي للفريق، حيث يدين اللاعب وبقرار من الفيفا بقيمة مالية تصل إلى حدود المليارين و800 مليون سنتيم، وكان محامي اللاعب قد وضع ملف القضية أمام لجنة المنازعات التابعة للفيفا، مع نهاية الأسبوع الفارط، بعد تماطل إدارة الوفاق في تسديد مستحقات اللاعب، وهو ما يعني إصدار اللجنة خلال الأيام القادمة قرارا يلزم الوفاق بتسديد كل مستحقات اللاعب دفعة واحدة، وخلال مدة لا تتجاوز الثلاثة أسابيع، وإلا فإنها ستلجأ إلى خصم النقاط من رصيد الوفاق. الأنصار يتوعدون غياب الثقة بين اللاعيبن والإدارة أفقدت الأنصار أعصابهم، وراح بعضهم يخوض في طريقة التسيير المالي للفريق، ففي الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولو الوفاق عن العديد من عقود السبونسورينغ التي تم إبراها، وكذا إعانات الدولة التي تجاوزت كل الحدود، فإن خزينة الوفاق تبقى تعيش أزمة مالية خانقة، كما تحدث الكثير عن الطريقة المعتمدة في منح بعض اللاعبين لمستحقاتهم المالية مباشرة، ومن دون صبها في أرصدتهم، كما كان معمولا به سابقا. كما تساءل الكثير ممن حضروا الجمعيات العامة السابقة للوفاق، عن سبب تجاهل التقرير المالي لعائدات محل بيع الألبسة التابع للوفاق، وكذا مداخيل مدرسة الوفاق التي تستقبل أزيد من 400 طفل صغير يتم تعليمهم أبجديات كرة القدم، ويدفع ذووهم مبالغ مالية تصل إلى 15 ألف دينار، فيما يبقى الكثير من أنصار الوفاق يتوعدون حمّار بالإطاحة به ودفعه إلى مغادرة النادي، بسبب النتائج السلبية التي حصدها الفريق منذ بداية هذا الموسم، وجعلته يغادر منافستي رابطة الأبطال وكأس العرب للأندية. وكانت البداية بعبارات الشتم والسب التي تعرض لها خلال مباراة اتحاد بلعباس، وتبقى حصة الاستئناف لعشية اليوم كفيلة بتحديد مدى قدرة إدارة الوفاق على احتواء هذا الوضع الخطير.