أكد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بوعبد الله غلام الله، أنّ الجزائر لمّا أحسّت بضرورة البحث عن وسطية يشارك فيها الجميع وتنهل منها جميع الثقافات الّتي تسعى إلى أن تستفيد من الحضارة الإنسانية، قدّمت باسم المجموعة الإفريقية وباسم عدد آخر من الدول، قدّمت مشروع لائحة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صادقت عليها بإجماع كل أعضائها. وأوضح غلام الله، في كلمته في افتتاح المؤتمر العالمي حول "قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسُّنّة"، واللّقاء التاريخي لإعلان "وثيقة مكّة المكرّمة"، المنظم من قبل رابطة العالم الإسلامي"، مساء أمس في مكةالمكرمة، أنّ الشعب الجزائري يتمسّك بقيم ومبادئ العيش معًا بسلام، مشيرًا إلى أنّ تلك المبادئ الّتي انطلقت منها الأفكار الأساسية الّتي بنيت عليها سياسة الوئام المدني الّذي تحوّل إلى المصالحة الوطنية، معتبرًا أنّ هذه السياسة الإبداعية الّتي بفضلها تمكّن الشعب الجزائري من إنهاء أزمة المأساة الوطنية في الجزائر والّتي عانى منها الشعب عشر سنوات كاملة. ونبّه وزير الشؤون الدّينية السابق، إلى أنّه "سواء تكلمنا عن الوسطية والاعتدال أو عن نظرية العيش معًا أو عن المصالحة الوطنية كما طبّقت في الجزائر، فإنّنا نتكلّم في نفس الوقت عن المصدر الروحي لهذه الأفكار الإيجابية، إنّه الإسلام الّذي يملك قلوب ملايين النّاس في أصقاع الدّنيا ليس بالسيف والروح الإيمانية الّتي تمثّل بها نبيّ الإسلام محمد عليه الصّلاة والسّلام. ولفت بوعبد الله غلام الله إلى أنّ الإسلام يدعو إلى الرّفق وينهي عن التشّدد والتعسير الّذي يؤدّي حتمًا إلى التعصب وإيقاد نار الفتن، الّتي أصبحت تنتشر في العالم اليوم فأفقدته الأمن وعرّضت المجتمعات إلى الاضطراب، مؤكّدًا أنّ البشرية لن تتخلّص من هذه المحنة إلّا بعودة أفراد المجتمع إلى العقل وإلى سلوك منهج الوسط الّذي نشّرت جميع الديانات السماوية وخاتمها الإسلام.