غيرت شركة فيسبوك شكل علامتها التجارية المستخدمة في منتجاتها وما تقدمه من خدمات، سعيا إلى التفريق بين الشركة والتطبيق المشهور لها وصفحته على الإنترنت. وسيحمل تطبيقا (انستغرام) و(واتسآب) العلامة الجديدة، FACEBOOK، التي كتبت حروفها جميعا بخط كبير، بعد أسابيع من الآن. أما تطبيق فيسبوك وموقع الشركة على الإنترنت فسيبقيان على العلامة التجارية الزرقاء المعهودة. وتظهر العلامة التجارية في ألوان مختلفة، بحسب المنتج التي تستخدم معه. فسوف تكون، مثلا، باللون الأخضر عند استخدامها مع (واتسآب). وقالت الشركة: "رغبنا في أن ترتبط العلامة التجارية بالعالم وبالناس. إذ إن نظام الألوان المتغيرة يحقق ذلك عندما يؤخذ اللون من البيئة المحيطة به". وقال رئيس التسويق في فيسبوك، أنتونيو لوتشيو: "يجب أن يعرف الناس الشركة التي تنتج ما يستخدمونه. لقد بدأت الفكرة تتضح لدينا قبل سنوات بالنسبة إلى المنتجات والخدمات التي تقدمها شركة فيسبوك". ويضيف: "تغيير العلامة التجارية هو وسيلة للتواصل بشكل أفضل بيننا وبين الناس وأصحاب الأعمال الذين يستخدمون خدماتنا في تأسيس تجمع ما، أو في التواصل بين أفراده، أو في زيادة أعداد متابعيهم". وكانت السيناتورة الأمريكية، إليزابيث وارن، التي تسعى إلى الترشح عن الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة في 2020، قد قالت إنها تريد تفتيت الشركات الكبيرة، مثل فيسبوك، وأمازون، وغوغل ووضعها تحت رقابة أشد صرامة. وربما ينظر إلى ما أقدمت عليه فيسبوك، باعتباره طريقة للرد على ذلك، ولكن وارن قالت، في منشور على فيسبوك: "تستطيع فيسبوك تغيير علاماتها التجارية كما تشاء، لكنها لا تستطيع إخفاء حقيقة أنها شركة ضخمة وقوية. وقد حان الوقت لتفتيت شركات التكنولوجيا الكبرى". هل يفيد تغيير العلامات التجارية؟ حاولت شركات أخرى تعديل علاماتها التجارية في الماضي: * في عام 2001 تراجعت شركة الخطوط الجوية البريطانية عن تعديل علامتها التجارية، بحذف العلم البريطاني ذي اللون الأبيض والأحمر والأزرق من طائراتها، ووضع "صور عالمية" بدلا منه * في العام نفسه غيرت شركة البريد البريطانية علامتها، ثم تراجعت عن تلك الخطوة في العالم التالي * وحذفت شركة "دانكن دوناتس" المصنعة للكعك، كلمة "دوناتس" من العلامة التجارية للانخراط في صناعة القهوة أكثر، وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعار أسهمها * فيسبوك يخسر معركة قضائية مهمة بشأن حذف المواد غير القانونية * فيسبوك يلمح لإخفاء عدد الإعجابات من المنشورات وواجه رئيس فيسبوك، مارك زوكربيرغ، نواب الكونغرس الشهر الماضي ليشرح لهم سياسة الشركة تجاه عدم التدقيق في الحقائق الواردة في الدعايات السياسية. وكان عليه أن يدافع عن نفسه أيضا فيما يتعلق بمشروع العملة الرقمية التي يعتزم طرحها، وأن يتحدث عن فشل الشركة اجتماعيا في وقف استغلال الأطفال على شبكة فيسبوك. كما واجه أسئلة صعبة بشأن فضيحة شركة كامبرديج أناليتيكا في التعامل مع بيانات مستخدمي فيسبوك. وكان زوكربيرغ قد قال أوائل هذا العام إن شركته سوف تحدث تغييرا في منابرها للحفاظ على خصوصية المستخدمين بطريقة أفضل. وذكر من بين ذلك مثلا تشفير الرسائل المرسلة عبر تطبيق "ماسينجر"، وإخفاء عدد المعجبين لكل منشور على انستغرام، إلا عمن يشاركونه فيما بينهم. وتنبأ بعض المحللين بنجاح خطوة فيسبوك، لأن الشركة الأم لا تزال قوية، بالرغم مما واجهته من مشكلات، ومما سيساعد الشركة تذكير المستخدمين، عن طريق العلامة التجارية، بأن انستغرام، وغيرها جزء من شركات فيسبوك. ويرى هؤلاء أن ترك علامة تطبيق فيسبوك التجارية، بدون تغيير كان قرارا صائبا، لأن "ما ليس مكسورا، لا يحتاج إلى إصلاح"، بحسب القول المأثور. &