يعتقد البعض أن تسلم مكتتب برنامج عدل مفاتيح شقته هو نهاية الكابوس، بل بالعكس فالأمر لا يعدو أن يكون بداية رحلة جديدة أثقلت كاهل المكتتبين ومنعت الكثير منهم لحد الآن ولوج مساكنهم. تبث وسائل الإعلام صور فرحة المكتتبين وهم يستلمون مفاتيح شققهم وسط فرحة ويظهر للعيان أن هؤلاء خرجوا من النفق المظلم. غير أن سريعا ما تفسح الفرحة المجال لإحباط جديد، اسمه الربط بشبكات الغاز والكهرباء والماء وغير من الضروريات. ففي الفترة الأخيرة أغلب المواقع التي سلمت غير قابلة لاستقبال قاطنيها الجدد. فالبعض منها سلمت في هيئة ورشة مفتوحة لا تزال الآليات تحتل المكان ما يجعل الإقامة فيها ضرب من المخاطرة. وحتى وان وجد المكتتب طريقا إلى بيتها بين الشاحنات فيستحيل عليه في الكثير من المواقع، على غرار موقع 3000 آلاف مسكن "أسلان" بسيدي عبد الله، التنقل للعيش فيها فكل العمارات التي سلمت به لغاية الساعة لم يتم ربطها بشبكات الغاز والماء والكهرباء، فيجبر المستفيدون الانطلاق في رحلة "توسل" بين الشركات المعنية وشركة تسيير مواقع "عدل" التي أسالت الكثير من الحبر. فلما ينتقل المعني لشركة الغاز يقال له أنه هناك اتفاقية مع وكالة "عدل" وهي من تتسبب في التعطيل، ولما يعود أدراجه لشركة "جيست ايمو" يطلب منه التنقل للشركات المعنية لإيداع طلب الحصول على العدادات، من يصدق؟. نفس الوضعية تعيشها مواقع أخرى عبر العديد من الولايات، التي كشفت تقارير إعلامية عديدة فضلا عن ظروف تسليم الشقق المذكورة، إلى سوء في الانجاز بعث الريبة في نفوس المكتتبين حول سلامة أرواحهم. على غرار موقع عين المالحة بالعاصمة، أين اكتشف السكان الجدد سوء انجاز يندى له الجبين. ويمكن الحديث مطولا عن تأخر تسليم الشقق لأصحابها عبر كافة الولايات، ما يجعل الوافد الجديد القديم على رأس وكالة "عدل" طارق بلعريبي أمام تحد كبير وهو إخماد غضب المكتتبين الذي يتصاعد يوما بعد يوما، ليس فقط من طرف من لم يستلموا شققهم بل أيضا من قبل من استلموها.