طلبت السلطات العمومية من الأطباء الخواص الإبقاء على عياداتهم مفتوحة لاستقبال المرضى، وحذرت هؤلاء من مغبة تجميد نشاطهم، سيما في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها البلاد، كما باقي بلاد العالم، جراء الإنتشار الرهيب لفيروس كورونا "كوفيد -19". وإذا كان القرار يدخل في سياق صميم مهام الحكومة لضمان الخدمة للمواطنين، في كل الحالات، سيما فيما يتعلق بالصحة العمومية، إلا أن فئة من الأطباء الخواص وجدت نفسها بين المطرقة والسندان، ويتعلق الأمر بأطباء الأسنان. يقول عدد من أطباء الأسنان ل"الخبر"، بأنهم ليسوا ضد قرار إلزام الأطباء الخواص بفتح عياداتهم، لكن أطباء الأسنان يعتبرون حالة خاصة جدا، حيث أشار هؤلاء إلى أن توصيات المنظمة العالمية للصحة، سيما في الحالة الوبائية التي نعيشها هذه الأسابيع، تشير إلى أن أطباء الاسنان مطالبون بتجهيزات خاصة للعمل في الحالات الإستعجالية القصوى وفقط، من كون عملهم قريب جدا من مواطن داء كورونا (الفم)، لهذا يتطلب الأمر توفير كمامات خاصة، ومناظير خاصة، وعازل وجه تماما، وبذلة خاصة تكون فوق البذلة الرئيسية، علاوة على القفازات الطبية، وهو ما ليس متوفر عندنا، يقول أطباء أسنان هنا. وأضافت مصادرنا أن مديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر، مثلا، طلبت من أصحاب عيادات الأسنان الخاصة فتح محلاتهم، على أن توفر لهم التجهيزات الخاصة، وهو ما ليس ممكنا توفيره، الآن، على الأقل، مع الإشارة إلى أن عدد أطباء الأسنان الخواص الذين ينشطون في الجزائر العاصمة، بلغ حدود ال1500 طبيب، وعددهم على المستوى الوطني فاق ال20 ألف. وإستعرض محدثونا أمثلة نظرائهم في أوروبا، سيما في فرنسا، إسبانيا وإيطاليا، حيث أغلق أطباء الأسنان هناك عياداتهم الخاصة، فيما تم فتح أقطاب جهوية (ولائية أو بلدية) على مستوى المؤسسات الإستشفائية العمومية يتكفل على مستواها أطباء الأسنان، المجهزون بالتجهيزات الخاصة التي أوصت بها المنظمة العالمية للصحة، بالحالات الإستعجالية القصوى وفقط، مع تأجيل كل الفحوصات والعمليات العادية والتصحيحات. واقترح محدثونا على مسؤولي وزارة الصحة فتح نقاط فحص ممركزة على مستوى العيادات المتعددة الخدمات على مستوى الدوائر أو المقاطعات الإدارية، على أن يقدم أطباء الأسنان الخواص خدماتهم مجانا بعدما توفر لهم المديرية الوصية التجهيوات والعتاد المنصوص عليه في توصيات ال"أو آم آس". وأشار هؤلاء إلى الخطر الذي قد ينجم عن إصرار فتح عياداتهم الخاصة، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال احترام مسافات الأمان في قاعات الانتظار، علاوة على مشكلة انعدام التجهيزات الخاصة، وبالتالي عدم احترام المرسوم الرئاسي الخاص باجراءات الحجر المنزلي الواجب لمواجهة انتشار فيروس كورونا. وعلمنا من مصادرنا أن المكتب التنفيذي لمجلس أطباء الأسنان، سيجتمع في غضون الساعات القادمة لتحديد موقف عاجل من تطورات الوضع ومخلفات وتبعات قرار إلزامية فتح عيادات أطباء الأسنان الخواص. موضوع للمتابعة.