أفاد الدكتور محمد يوسفي، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك، بأن هناك أطرافا تسعى لاستغلال أزمة وباء كورونا، لتصفية حسابات ضيقة مع شخصه، في حين أن الوقت يتطلب، حسبه، التحلي بالهدوء وروح التضامن بين كل أفراد السلك الطبي لمواجهة هذا الظرف الطارئ. وحرص يوسفي في تصريح ل"الخبر"، على التوضيح بأن الاحتجاجات التي شهدها مستشفى بوفاريك في الأيام الأخيرة، لم تنطلق من مصلحة الأمراض المعدية التي يشرف عليها منذ سنوات بل من العاملين في مصالح أخرى بذات المستشفى. وأشار إلى أن الأزمة الحالية في البليدة التي تعد أكبر ولاية ضربها الوباء، استدعت من مصلحة الأمراض المعدية اللجوء إلى طلب مساعدة وتضامن بقية المصالح الطبية، لكن الذي حدث أن بعض العاملين رفضوا تقديم المساعدة، ومنهم من تحايل لعدم العمل، لنتفاجأ بعدها –يضيف- باحتجاج هؤلاء وتحويل المسألة برمتها ضد شخص رئيس مصلحة الأمراض المعدية. واعتبر يوسفي الذي يشغل أيضا منصب رئيس النقابة الوطنية للأطباء الأخصائيين للصحة العمومية، أن الوقت اليوم ليس لتصفية الحسابات بين نقابات مشتغلة في قطاع الصحة يفترض أن تتوحد جميعا اليوم لمساعدة البلاد، وهو ما يحدث في كل دول العالم التي تحوّل في بعضها الأطباء حتى لتقديم إسعافات تمريضية، من باب المساعدة وأيضا التضامن مع الممرضين الذين يقومون بجهد خارق. وذكر أنه يقول هذا الكلام، انطلاقا من وجود بعض منتسبي النقابات الأخرى في هذا الاحتجاج، ما يعطي انطباعا، حسبه، بأن ثمة نية لاستغلال أزمة كورونا من أجل إثارة خلافات قديمة لا معنى لها اليوم. وأشار يوسفي إلى أنه فضّل بعد استشارة السلطات، تهدئة الخواطر وعدم الدخول في معارك هامشية في هذا الظرف، وهو ما دعاه إلى تجنب أي احتكاك مع المحتجين والبقاء في بيته وتسيير المصلحة عن بعد يومي الجمعة والسبت. لكنه فوجئ أمس، بوجود أشخاص يحاولون عرقلة عودته إلى المصلحة التي تعطل العمل بها جزئيا. وقال: "أؤكد بأن كل عمال مصلحة الأمراض المعدية، متضامنون فيما بينهم ومع رئيس مصلحتهم، وهم يبذلون جهدا مضاعفا خاصة أن جل الأطباء يقيمون خارج البليدة، وقد تسببت الفوضى في جعلهم غير قادرين على العمل، وهم يقومون بكل ما في وسعهم لإبقاء قسم الاستعجالات مستعدا لاستقبال الحالات المتزايدة". وحول الانتقادات التي يوجهها له البعض في طريقة تسييره للمصلحة، قال يوسفي إن المعروف عنه "هو الصرامة وتغليب مصلحة المرضى وجعلها فوق كل اعتبار، حتى في الأيام العادية، فكيف والجزائر اليوم تعيش حالة وبائية غير مسبوقة". وذكر أن الضغط الواقع على مصلحة الأمراض المعدية ببوفاريك، باعتبار البليدة مركز الوباء، "هو ما يفرض جهدا مضاعفا على كل العاملين وهو ما لم يستوعبه البعض الذين يريدون الإبقاء على الوتيرة العادية في العمل". وبخصوص تطور المرض في البليدة، قال يوسفي إن مستشفى بوفاريك لوحده يضم اليوم أكثر من 200 حالة، وهو مطالب بمضاعفة العمل في ظل التطور التصاعدي للمرض الذي ينبغي للجميع التحلي باليقظة والوعي لمواجهته، من خلال احترام الإجراءات التي أقرّتها السلطة في الأسبوع الأخير، أي البقاء في المنازل وعدم مغادرتها إلا في الحالات المنصوص عليها قانونا، تجنبا لانتشار الوباء ومحاصرته قبل فوات الأوان".