اختار رئيس وفاق سطيف فهد حلفاية خطة الهجوم بدل الدفاع في قضيته التي هزت الرأي العام الرياضي والمتعلقة بالتسجيل الصوتي المنسوب إليه، والذي يكشف حديثه مع وكيل أعمال لاعبين من العاصمة حول طريقة ترتيب بعض المباريات لإنهاء فريقه الموسم في ثوب البطل، وهو تسجيل يصرّ حلفاية على أنه "مفبرك"، وأن الجزء المسرّب من مكالمة أطول مما تم تسريبه لا يكشف كل الحقيقة وخلفية الحديث بينه وبين المناجير. مباشرة عقب مثوله أمام لجنة انضباط رابطة كرة القدم المحترفة يوم الخميس في الجلسة الثانية والأخيرة، عقب تخلفه عن الجلسة الأولى، راح فهد حلفاية يحضّر الرأي العام الرياضي إلى "تفجير" قنبلة محتملة عن قريب، في حال تم الإصرار على توريطه وتسويقه أمام الرأي العام على أنه "عرّاب" البيع والشراء في بطولة الاحتراف، حيث حملت تصريحات رئيس الوفاق، على بعض القنوات، رسائل مشفرة ل "مسئولين" على مستوى النوادي والهيئات المسيرة للكرة، دون ذكر الأسماء، بقوله "عدة رؤوس ستسقط بسبب هذه القضية، وهي رؤوس كبيرة"، في إشارة ضمنية منه إلى أنه لن يتوانى في "كشف المستور" بشأن حقيقة "البيع والشراء" في بطولة الاحتراف، والتي توّرط، حسب طريقة كلامه، "أسماء ثقيلة" ستكون بمثابة صدمة للرأي العام. ودون لفّ ولا دوران، راح حلفاية يقطع الشك باليقين بخصوص "الطرف الثاني" في المكالمة المسرّبة بقوله "الحديث يدور عن حلفاية وطرف ثان في تلك المكالمة، وأقول لكم الآن إن الأمر يتعلق بوكيل أعمال اللاّعبين نسيم سعداوي، فهو الذي كنت أتحدث معه"، مضيفا في السياق ذاته "تعرّضت للابتزاز من طرف سعداوي، وقد أودعت شكوى ضده على مستوى العدالة، ولن أتوقف عند هذا الحدث وقد قررت رفع دعاوى قضائية أخرى، وصدقوني أن القادم سيكشف عن خبايا كثيرة، وأنا على يقين بأن رؤوسا كبيرة ستسقط". وحين سئل حلفاية عما إذا كان رئيس "الفاف" خير الدين زطشي على علاقة بوكيل أعمال اللاعبين نسيم سعداوي، اختار رئيس الوفاق ترك الغموض السمة البارزة على إجابته بشكل يبعث على عدة قراءات تتجه إلى تأكيد ذلك، وقال "العدالة هي التي ستكشف كل شيء"، وهي إجابة تحمل دلالات قوية على أن فهد حلفاية قرر، في حال أسقطته قضية التسجيل الصوتي، عدم السقوط بفرده، بما يؤكد ضمنيا أن ملف فساد كرة القدم الجزائرية سيكون حتما صادما في حال تعمقت التحقيقات ولم تكتف بالثنائي حلفاية وسعداوي. وأضاف رئيس الوفاق، وقد بدا متأثرا جدا، غير أنه ظهر ثابتا خلال استرساله في الحديث "لن أرحم أحدا، لأن لا أحد رحمني في هذه القضية، يريدوني تلطيخ اسمي وسمعتي دون وجه حق، فلن أسكت حيال ما يحدث"، مشيرا في سياق حديثه "لم أقم على الإطلاق بترتيب نتائج المباريات والمكالمة الهاتفية مفبركة، لأنها مقطع صغير من مكالمة طويلة مع نسيم سعداوي، وما حدث أنني كنت حينها أتكهن بنتائج بعض المباريات حتى أقف على درجة حظوظ فريقي في التتويج باللقب، وأعتقد أن ذلك ليس عيبا أو خطئا.. وحين يتهمونني بالرشوة، فإنني أتحدى أيّ رئيس ناد أو حكم اتصلت به من أجل ترتيب مباراة ما ليُدلي بشهادته ضدي". وقال فهد حلفاية إنه ضحية مؤامرات من بعض الأشخاص، مشيرا "هناك في مدينة سطيف من يكره حلفاية، وهناك من الجزائر من لا يحب الخير للوفاق، وما لا يعلمه الكثير من الناس أن الانتقادات والحملة التي تطالني سببها عدم موافقتي على تعيين مدرب لم يشتغل لمدة 10 سنوات جلبه أحدهم إلي، وآخر أراد أن يستفيد من صفقة مماثلة من 380 مليون سنتيم، غير أنني رفضت، وهي بعض الأسباب التي تجعل مني اليوم شخصا مستهدفا".