تجددت نهاية الأسبوع الحرائق المشبوهة بسلسلة الأطلس البليدي، وخلفت خسائر في مساحات غابية، وبين أشجار مثمرة مثل الزيتون والكروم والتين، بمناطق في حمام ملوان وبتخوم المدينة الجديدة بوينان، مما فرض تدخل مصالح الإطفاء لإخمادها ومنع انتشارها إلى مساحات أوسع. شهدت منطقة تحامولت والطريق الرابط بين تبانيت في بوينان وحمام ملوان، عددا من الحرائق المشبوهة، التي تكون يد الإجرام والإنسان سببا في اندلاعها، حيث كشف نشطاء ايكولوجيون ل"الخبر"، استحالة اندلاعها بشكل طبيعي عفوي، خاصة وأن عوامل المناخ مثل الحرارة المرتفعة غير ملائمة في هذه الأيام، وهو ما يجعل افتعالها مقصودا، استهدف المتسببون فيها مساحات غابية وأشجار مثمرة، في مناطق شبه معزولة وبعيدة عن التجمعات السكانية، وامتدت الحرائق من حمام ملوان شرقا، إلى حدود بوعرفة جنوبا وإقليم وادي جر غربا، وهي المناطق التي أصبحت في كل موسم حرارة، مسرحا للمئات من الحرائق. وتأتي الحرائق المتجددة، في وقت آثارت تساؤلات بين نشطاء جمعويين ومدافعين عن المحيط الطبيعي، عن من يقف وراء اندلاعها في هذه الأيام، خاصة وأنها باتت"ظاهرة" تتكرر في الفترة نفسها من كل سنة، بغابات الأطلس البليدي، وبالتحديد مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى المبارك، أين كشف بعض المدافعين عن الطبيعة، أنهم لا يستبعدون، أن تكون هذه الحرائق، التي أصبحت تمتد بين ما أصبح يعرف ب "خط النار"، من الأربعاء وبوقرة شرقا، إلى بوعرفة جنوبا وغابات تمزقيدة بعين الرمانة غربا، لأجل الحصول على مادة الفحم، والتي تنشط تجارتها في هذه المناسبة الدينية، ويكثر الطلب عليها لتحضير المشاوي، وأيضا للتوسع من أجل الفوز بمناطق عارية، لأجل تعميرها وإقامة مشاريع بناء عليها، وهي الحقائق التي أصبحت معروفة ولا تخفى على الجميع، مشددين من أنه يتوجب الصرامة في الردع والتصدي لمثل هذه الجرائم، كما أن تفعيل أبراج المراقبة المهملة بالوسط الغابي، باتت ضرورة حتمية لاستغلالها في حماية الطبيعة.