دعا وزير التعليم العالي و البحث العلمي عبد الباقي بن زيان اليوم السبت من قسنطينة إلى إعطاء الأفضلية لنظام التعليم عن بعد عند استئناف الدروس الجامعية "حسب الأولويات و وفقا لتطور الوضعية الصحية في كل ولاية." و في كلمته لدى افتتاح ندوة جهوية للجامعات بشرق البلاد و بعد أن أكد الوزير بأن نظام التعليم عن بعد يعد في صلب برامج ترقية كفاءات القطاع دعا إلى "إرساء جميع التدابير اللازمة من أجل نجاح هذه الصيغة من التعليم خلال هذا الظرف الاستثنائي لمنع تفشي كوفيد-19." كما أكد الوزير بأنه "بالنسبة للأنشطة البيداغوجية التي تتطلب حضور الطلبة يتعين على المؤطرين وضع جملة من التدابير الوقائية القائمة أساسا على الحذر و التباعد الجسدي." و أعطى في هذا الصدد السيد بن زيان تعليمات لرؤساء الجامعات من أجل "اتخاذ الخطوات اللازمة بالتعاون مع السلطات المحلية من أجل توفير وسائل الحماية من كوفيد-19 بمجرد الاستئناف التدريجي للدروس." كما دعا الوزير المسؤولين المعنيين إلى "إقامة علاقات مع مركز البحث العلمي و التقني في التحاليل الفيزيائية و الكيميائية من أجل التزود بهذه الوسائل المخصصة للحماية أو إنتاجها محليا" و تكييف البروتوكول المقترح للاستئناف التدريجي للدروس الجامعية الموضوع بالتنسيق مع وزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات. كما حث السيد عبد الباقي بن زيان على تكثيف التواصل و التشاور مع مختلف مكونات المؤسسة الجامعية (مؤطرون و منظمات نقابية و جمعيات طلابية...) مذكرا بأن سلامة الأسرة الجامعية تشكل "أولوية" بالنسبة لدائرته الوزارية. و بعد أن أكد بأن "الدولة تعمل على ضمان دخول جامعي 2020/2021 في ظروف مقبولة تأخذ بعين الاعتبار الوضعية الصحية الحالية" أوضح الوزير بأن الاستئناف التدريجي للدروس "سيأخذ بعين الاعتبار أيضا خصوصية المؤسسات الجامعية و البحث بجنوب البلاد و خصوصية بعض التخصصات و التكوين في العلوم الطبية على وجه الخصوص." و بعد أن تطرق للخطوط العريضة للمقاربة الجديدة لقطاعه الوزاري كشف بن زيان بأن "هذه المقاربة تكرس أكثر مبدأ اللامركزية في عمليات التسيير و تعزز المرونة في تسيير الأحداث غير المتوقعة المطروحة على المستوى المحلي." و أضاف بأنه "تم فتح ورشات كبرى من أجل تشجيع استحداث أقطاب امتياز و السماح بانفتاح حقيقي و ملموس على المحيط الاجتماعي و الاقتصادي يسمح بإنشاء روابط دائمة مع فضاءات التكوين و البحث و الإنتاج." و أفاد بأن تطوير كفاءات القطاع في مجال الرقمنة و التعليم عن بعد و التعليم الافتراضي على وجه الخصوص يعد أيضا من بين الورشات المفتوحة من طرف وزارة التعليم العالي و البحث العلمي التي تعمل على القيام بإصلاحات شاملة في نظام الخدمات الجامعية من أجل عقلنة النفقات و تحسين التسيير. و خلال زيارته لقسنطينة أشرف الوزير بجامعة صالح بوبنيدر (قسنطينة3) على تدشين قطب للبحث يتضمن مخابر للبحث في العلوم الإنسانية و العلوم التجريبية.