دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأتراك إلى مقاطعة البضائع الفرنسية بسبب قرار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد "للحفاظ على علمانية فرنسا". وطالب في خطاب تلفزيوني قادة العالم بحماية المسلمين "إذا تعرضوا للقمع في فرنسا". وانتقد أردوغان ما سماها "حملة الكراهية" التي يقودها ماكرون ضد الإسلام والمسلمين في بلاده. وجاء ذلك بعد مقتل أستاذ في التعليم الثانوي عرض على تلاميذه رسوما كارتونية مسيئة للنبي محمد سبق أن نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة. وقال ماكرون هذا الأسبوع "لن نتخلى عن رسوماتنا". * هل يصدر حكام العرب "إدانة" لتصريحات رئيس فرنسا حول الإسلام؟ وأعقبتها دعوات عل مواقع التواصل الاجتماعي إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، احتجاجا على موقف السلطات الفرنسية من الرسومات المثيرة للجدل. ووسط تصاعد التوتر قال أردوغان إن ماكرون بحاجة إلى اختبار لصحته العقلية بسبب مواقفه من الإسلام والمسلمين، وهو ما دفع بالخارجية الفرنسية إلى استدعاء سفيرها في أنقرة للتشاور. وترى السلطات الفرنسية أن "علمانية الدولة" هي جوهر الهوية الوطنية، وأن تقييد حرية التعبير لحماية مشاعر فئة معينة فيه إخلال بالوحدة الوطنية. ماهو موضوع الخلاف؟ دعا أردوغان الاثنين إلى المقاطعة في خطاب تلفزيوني. وقال في العاصمة أنقرة: "لا أثق في البضائع التي تحمل العلامة الفرنسية، لا تشتروها"، وأضاف: "على القادة الأوروبيين أن يقولوا للرئيس الفرنسي أن يوقف حملة الكراهية التي يشنها". وتصاعد التوتر بعدما تعهد الرئيس الفرنسي بالدفاع عن العلمانية ومواجهة التشدد الإسلامي إثر مقتل صامويل. وقد قتل المدرس الثانوي بقطع رأسه في أكتوبر تشرين الأول على يد عبد الله أنزوروف البالغ من العمر 18 عاما. * مقاطعة المنتجات الفرنسية: باريس تدعو إلى وقف المقاطعة وماكرون يغرد بالعربية "لا شيء يجعلنا نتراجع" وقبل أسبوعين من الحادث وصف ماكرون الإسلام بأنه "دين في أزمة" وأعلن جملة من التدابير مجابهة ما وصفه "بالانعزالية الإسلامية". ويشكل المسلمون في فرنسا أكبر مجموعة سكانية مسلمة في أوروبا، وتتهم السلطات الفرنسية باستغلال العلمانية لاستهدافهم. Getty Images وليست تركيا الدولة الوحيدة التي انتقدت تعليقات ماكرون، فقد اتهم رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، الرئيس الفرنسي "بمهاجمة الإسلام"، في تغريدة على تويتر، بينما أزيلت بضائع فرنسية من رفوف المتاجر في الكويت والأردن وقطر. وخرجت احتجاجات في ليبيا وسوريا وغزة. ولكن ألمانيا عبرت عن "نضامنها" مع ماكرون بعد تصريحات الرئيس التركي. ووصف المتحدق باسم الحكومة الألمانية، ستيفن سيبرت ما جاء على لسان أردوغان بأنها "تصريحات غير مقبولة" خاصة أنها جاءت بعد القتل الشنيع الذي تعرض له المدرس الفرنسي عل يد إسلامي متطرف". Reuters كيف هي العلاقات الفرنسية التركية؟ دعوة أردوغان إلى المقاطعة جاءت بعد شهر من التوتر المتصاعد بين البلدين. والبلدان عضوان في حلف الناتو ولكنهما يدعمان طرفين مختلفين في النزاع ببن أذرببيجان وأرمينيا، وكذلك في الحرب الأهلية الليبية. وتصادم ماكرون مع أردوغان بشأن استكشاف تركيا للنفط والغاز في المياه المتنازع عليها شرقي المتوسط. وأرسلت فرنسا طائرات حربية وفرقاطة إلى المنطقة في أغسطس آب وسك تصاعد للتوتر. &