ستدخل أول اتفاقية متعددة الأطراف للحظر الكامل للأسلحة النووية حيز التنفيذ في غضون 90 يومًا، بعدما اكتمل عدد الدول الموقعين عليها وصار 50 دولة مؤخرا، لتتحول الوثيقة إلى أداة القانون الدولي الإنساني قابلة للتطبيق على المستوى العالمي، فيما يخص حظر هذا السلاح الفتاك وحظر التهديد به وتطويره وانتاجه واختباره وتخزينه، بحسب ما أفاد بيان عن الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي رحبت بدخول معاهدة الأممالمتحدة لحظر الأسلحة النووية (TIAN) حيز التنفيذ. وتشترك الدول الموقعة في نقاط ضرورة تطهير المناطق الملوثة وتقديم المساعدة للضحايا، عبر رسم مسارات لإزالة هذه الأسلحة، بالتالي تعد المعاهدة جزءًا أساسيًا من بناء عالم خالٍ من الأسلحة النووية، يضيف البيان الذي تلقت "الخبر" نسخة منه. وقال رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) ، فرانشيسكو روكا "اليوم تاريخ تاريخي في الواقع لأنه قبل بضع سنوات بدا فرض حظر على الأسلحة النووية معترف به من قبل المجتمع الدولي حلما لا يمكن تصوره". وأضاف المسؤول الإغاثي "هذا الحظر هو انتصار لكل مواطن في العالم ويظهر أهمية التعددية". وتابع "أود أن أهنئ الدول الخمسين التي صادقت على المعاهدة وأدعو جميع قادة العالم الآخرين إلى التصرف بشجاعة والوقوف إلى الجانب الصحيح من التاريخ". ويرى محررو البيان أن المجتمع الدولي لا يمكنه أن يواجه عواقب المواجهة النووية ولا توجد دولة مستعدة لمواجهة مواجهة نووية، وعليه يعود رئيس الاتحاد ليقول "يجب أن نمنع ما لا نستطيع الاستعداد له". ويوجد اليوم، بحسب الهيئة نفسها، أكثر من 14000 قنبلة نووية حول العالم ، عدة آلاف منها جاهزة للإلقاء في لحظة، مشيرة بأن قوة العديد من هذه الرؤوس الحربية أكبر بعشرات المرات من قوة القنابل التي أُلقيت على ناجازاكي وهيروشيما. من جانبه قال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، بيتر ماورير إن "اليوم هو يوم انتصار للبشرية ويحمل وعدًا بمستقبل أكثر أمانًا ولقد رأينا في كثير من الأحيان المنطق الخطير للردع النووي الذي دفع العالم إلى حافة الدمار". وأضاف المتحدث أن الكثير من الناس يقبلون الأسلحة النووية على أنها جزء لا مفر منه من هيكل الأمن الدولي، في حين أن معاهدة حظر الأسلحة النووية تسمح لنا الآن بتخيل تحقيق عالم خال من هذه الأسلحة اللاإنسانية كهدف يمكن تحقيقه". وفي السنوات الأخيرة، يفيد البيان، تحدى قادة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الحكومات والبرلمانيين والأكاديميين وعامة الناس، للتفكير بعمق في العواقب الإنسانية للأسلحة النووية والحاجة إلى الأسلحة النووية، واستطاعوا إبرام معاهدة ملزم قانونًا بحظرها وعلى المدى الطويل القضاء عليها. كما حث هؤلاء الدول الحائزة للأسلحة النووية على اتخاذ تدابير مؤقتة عاجلة، للحد من المخاطر المباشرة لاستخدام الأسلحة النووية ، سواء كانت عن قصد أو عن طريق سوء التقدير أو حادثا، داعين للتوقيع والتصديق على المعاهدة. وإن حظر الأسلحة النووية والقضاء عليها ضرورة إنسانية في نظر قادة الحركة الانسانية، وكذا وعد للأجيال القادمة كي لا يضطروا أبدًا للعيش مرة أخرى تحت تهديد كارثة نووية، كما فعلنا طوال ال 75 عامًا الماضية.