Getty Images من المقرر تنصيب بايدن رئيسا لأمريكا الأربعاء العشرين من يناير/ كانون الثاني الجاري اهتمت صحف عربية بتنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، المقرر الأربعاء 20 من يناير/ كانون الثاني الجاري، وأثر ذلك على سياسات واشنطن تجاه العالم وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط. وتناول العديد من المعلقين التغيرات المتوقع حدوثها على كثير من القضايا في المنطقة، وبخاصة القضية الفلسطينية. "ضربة" لصفقة القرن تناولت كثير من الصحف الفلسطينية قرب تنصيب جو بايدن رئيسا لأمريكا، وتبعات ذلك على الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. يقول وليد سالم في عرب 48 إن "الضربة التي تلقتها صفقة القرن كمرجعية للتفاوض الفلسطيني الإسرائيلي بعد خسارة ترامب في الانتخابات الأمريكية، ونجاح بايدن، الذي سيعود للسياسة الأمريكية التقليدية التي تطالب بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وتطرح إقامة دولة فلسطينية ببعض المقاييس التي لا ترقى لما يريده الشعب الفلسطيني، ولكنها في الوقت ذاته تتجاوز ما نصت عليه صفقة القرن من قيود، تجعل إقامة هذه الدولة غير ممكنة". ويضيف الكاتب: "حسب التجارب السابقة ما يبدو في الأفق هو الدعوة لمؤتمر إقليمي، على غرار المؤتمرات الإقليمية السابقة في شرم الشيخ خلال فترة الرئيس المصري الأسبق، حسني مبارك، تشارك فيه فلسطين وإسرائيل ودول عربية من الإقليم ودول أوروبية وروسيا والأمم المتحدة، بحيث يدشن هذا المؤتمر لعودة المفاوضات الثنائية الفلسطينية - الإسرائيلية". وتحت عنوان "عهد بايدن هل من تغيير في الشرق الأوسط؟"، يقول فهد الخيطان في القدس: "لا يبدو أن لدى إدارة بايدن الجديدة أي نية، للتراجع عن خطوات اتخذتها إدارة ترامب في الشرق الأوسط. ثمة قرارات تتعارض كليا مع سياسة الحزب الديمقراطي الأمريكي، كنقل السفارة الأمريكية إلى القدسالمحتلة وشرعنة الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، وضم الجولان السوري المحتل، ورغم ذلك تجد إدارة بايدن أن من الصعب التراجع عن خطوات توصف كمكاسب لأهم حليف لها في الشرق الأوسط". ويضيف الخيطان: "من المؤكد أن إدارة بايدن ستعيد الاعتبار في خطابها السياسي لمبدأ حل الدولتين، ولن تسمح لإسرائيل بضم المزيد من الأراضي الفلسطينية كما كان مخططا في صفقة القرن، ولن تتساهل مع سياسات الاستيطان. لكن ما ترتب من خسائر فادحة بحق الجانب الفلسطيني والعربي لن يتم تعويضها أبدا، ويدعم هذا التوجه ما تحقق من مكاسب لإسرائيل، على صعيد التطبيع الكامل مع دول عربية لم تكن طرفا مباشرا في الصراع". وحول العلاقة مع إيران، يشدد الكاتب أن "الإدارة الديمقراطية ستميل إلى التهدئة مع إيران، لكنها ستتشدد في شروطها لإبرام اتفاق نووي جديد، يبدو مرفوضا من حيث المبدأ من جانب طهران". وبالمثل، تقول فلسطين أونلاين في افتتاحيتها: " كل ما ذُكر يؤكد أن لا رئيس للولايات المتحدة إلا أن يكون مختوما صهيونيّا، وبايدن لن يكون أبدا إلا صهيونيًّا إسراميكيًّا جديدًا وربما يفوق سابقيه". وتشدد الصحيفة أن "المطلوب لمواجهة بايدن وما يحمله لنا من الاستمرار بالمشاريع التهويدية لفلسطين، هو الوحدة الوطنية على أرض المعركة... وسد أي توجه يشق صف المقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين، وتطوير وإسناد قاعدة المقاومة في غرفة عملياتها المشتركة، وخط المقاومة الشعبية الحقيقية الفاعلة في الضفة وكل أرجاء فلسطينالمحتلة". Getty Images حققت إدارة ترامب مكاسب كبيرة لإسرائيل، أبرزها تطبيع علاقاتها مع عدة دول عربية كان آخرها السودان "نشر الديمقراطية" تقول فاتن الدوسري في الشرق القطرية: "بايدن وضع أجندة نشر الديمقراطية كأحد أهم أولوياته، داعيا إلى العودة إلى حقبة تقليدية أعمق للديمقراطية الأمريكية. بايدن لا يدعو إلى ذلك من باب عشقه للتحول الديمقراطي في الأنظمة السلطوية، بل كتمهيد للضغط على أبرز خصومه وبالتحديد روسيا والصين، وتمزيق الثقة بين تلك الأنظمة وشعوبها، التي لا تزال ترى في أمريكا الحلم المتكامل الذى تتطلع إليه تلك الشعوب للعيش فيه". وتحت عنوان "سياسة بايدن بين القاعدة في إيران وتصنيف الحوثيين"، يقول عبدالوهاب بدرخان في الوطن السعودية: "يشكّل تصنيف الحوثيين وإعلان ارتباط إيران ب'القاعدة' إشارتين من إدارة ترمب، إلى أن إدارة بايدن مستعدة لتنازلات لإيران، ولذلك فهي زادت في الفترة الأخيرة ضغوطها وعقوباتها على 'حزب الله' و'الحشد الشعبي'، كما كثّفت إسرائيل (بتنسيق مع أمريكا) ضرباتها للحرس الثوري وميليشياته في سورية". ويتساءل الكاتب: "هل تستطيع إدارة بايدن تجاوز الإرهاب الفعلي للحوثيين قبل تصنيفهم وبعده؟ الأكيد أنها لن تقدّم التنازلات مجاناً، لكنها لن تكمل نهج الضغوط القصوى على إيران". كما يقول طوني عيسى في الجمهورية اللبنانية: "المتابعون يعتقدون أنّ الرئيس الجديد لن ينقلب على نهج ترامب الشرق أوسطي، ليس فقط بسبب الأمر الواقع الذي فرضه الرئيس السابق قبل خروجه، بل أيضاً لأنّ هذا النهج أثبت فاعليته في تحقيق الأهداف". ويشدد الكاتب أنه "في بداية ولاية ال4 سنوات، الأرجح أنّ شرقاً أوسط جديداً على وشك الولادة، نتيجة تحوُّلات وانقلابات صاخبة. وستكون ملامحه الأولى بمسار التطبيع ونمو الدور الإسرائيلي، ولكن أيضاً بإعادة ترتيب للأحجام، ولاسيما منها حجم إيران وحجم تركيا، وما بينهما من اليمن امتداداً إلى العراق وسوريا ولبنان". &