يستمر تراجع قيمة الدينار الجزائري أمام العملات الأجنبية جراء الأزمة الاقتصادية، وصل إلى ما يفوق 50 في المائة منذ بداية الأزمة التي عرفها سعر البرميل في جوان من سنة 2014، والذي زاد من الطينة بلة التدابير المتخذة من قبل الحكومة عقب ذلك للتعامل مع ما خلفه انهيار سعر الذهب الأسود، وكان اللجوء إلى التمويل غير التقليدي وطباعة النقود بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير". وبناء على ذلك، مازالت تداعيات الأزمة الاقتصادية تلقي بظلالها على قيمة الدينار الجزائري التي جعلت منه العملة الأضعف إفريقيا، فضلا عن الصعيد العربي، وهوالأمر الذي لا يتوقف، كما هو معروف من الناحية الاقتصادية، عند هذا الحد؛ بل ينعكس على قدرة شرائية "هشة" لشريحة واسعة من المواطنين من ذوي الدخل الضعيف، أنهكت معظمهم الأزمة الصحية التي ترجمت نتائجها بفقدان العديد من العمال لوظائفهم جراء إسدال المصانع لستائرهم وتوقفهم مضطرين عن النشاط. آخر ما وصلت إليه قيمة الدينار الجزائري في التعاملات البنكية الرسمية، تسجيله تراجعاً رهيباً أمام الدولار الأمريكي، فمع نهاية الأسبوع الماضي تم تداول 1 دولار أمريكي بما بفوق 132 دينار جزائري، في حين وصل 1 أورو إلى أكثر من 152 دينار جزائري، بصرف النظر عن المستويات المسجلة في السوق السوداء للعملة الصعبة، التي وإن كانت غير رسمية، إلاّ أنها مهمة من الناحية العملية للدورة المالية والاقتصادية للجزائر، تبعا للنفوذ التي تحظى به في هذا المجال، على خلفية مجموعة من العوامل جعلتها تؤثر على التعاملات المالية. ومن خلال تتبع قيمة الدينار في السنوات الأربع الأخيرة، يتضح أن قيمة الدينار الجزائري تسير بمؤشر سلبي، وبدأ أول انخفاض لقيمة العملة الجزائرية أمام العملات الأجنبية في 8 أوت 2014، حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي 79.82 دينار جزائري مقابل 106.9 دينار جزائري أمام الأورو، وهي السنة التي تزامنت مع بداية انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية، ليواصل الدينار تراجعه أمام بقية العملات. وتواصل هذا المنحنى، الذي تشير المعطيات المالية والاقتصادية أنها يزداد حدة على الرغم من الشعارات التي ترفعها الجهات المسؤولة في مجال حماية العملة الوطنية، الأمر الذي قد لا يترك في نهاية المطاف للحكومة سوى الحل الجذري المتمثل في تغيير العملة، اقتداء بتجارب بعض الدول على غرار تركيا، لإعادة الاعتبار لقيمة الدينار من ناحية، واستقطاب الكتلة النقدية الضخمة المتداولة في السوق الموازية من ناحية أخرى.