يتحدث محفوظ قرباج، الرئيس السابق لرابطة كرة القدم المحترفة، عن فترة علاجه الحالية بفرنسا. ويفتح قرباج، عضو المكتب الفدرالي الأسبق، قلبه ل "الخبر" من خلال هذا الحوار الذي أُجري معه صباح أمس عن طريق "واتساب"، ليخوض في مسائل تتعلق بكرة القدم الجزائرية، ليعود الرجل الشغوف باللعبة إلى الوراء، رغم مرضه، لينتقد "عرابي" الفوضى من المكتب السابق وأبواقهم، بعدما اعتلى عمارة شرف الدين رئاسة الاتحادية، دون أن يتبع ذلك "عقوبات" من "الفيفا" أو رحيل المدرب الوطني جمال بلماضي. عيد مبارك سعيد.. وكيف هي أحوالك مع العلاج؟ عيدكم مبارك وأهنئ الشعب الجزائري بمناسبة عيد الفطر. أما عن صحتي، فأنا أتعافى والحمد لله، وأتلقى بالمستشفى الذي أتواجد فيه بالعاصمة الفرنسية باريس كل الرعاية الصحية، وأشكر بالمناسبة الوصاية التي أتاحت لي فرصة العلاج ووزير العمل والضمان الاجتماعي والطاقم الطبي الجزائري.
ماذا يقول الأطباء حول مرضك وحول استجابتك للعلاج؟ أود أن أوضّح أولا أنني لم أخضع للجراحة، بل هو ورم قديم اكتشفه الأطباء في الجزائر، وأخبروني أنني أصبت به قبل أربع سنوات.. الأمر الإيجابي أن الورم لم ينتشر في جسمي خلال الأربع سنوات، وهو ما يقدّم مؤشرات إيجابية على شفائي بحول الله.
متى ستعود إلى الجزائر؟ ليس بعد، ربما بداية جوان المقبل، لكن لست نزيل المستشفى طوال الوقت، فلديّ حصص علاجية أسبوعية بالمستشفى، وبقية الوقت أقضيه مع ابنتي وزوجها اللذين يعيشان بفرنسا، وقد تنقلا إلى باريس واستأجرا شقة خصيصا للتواجد بجانبي، وبالتالي، أنا متواجد وسط أهلي.
أنت متواجد بالمستشفى نفسه الذي يعالج فيه حجاوي وأوڤروت، هل التقيت بهما؟ حين دخلت المستشفى لم أنتبه إلى أن سمير حجاوي متواجد به، رغم أنني كنت على دراية، في البداية، بأنه يعالج بفرنسا، ومن المفارقة أن غرفته كانت بجانب غرفتي، ولم ألتق به سوى بعد أيام. أما بشأن صالح أوڤروت، فقد وصل قبل أيام فقط.
كيف هي حالتهما؟ بالنسبة لسمير حجاوي، فإن وضعيته الصحية غير مستقرة، هو يحتاج إلى علاج مركز، حالته تدهورت نوعا ما قبل العيد وأتمنى له الشفاء. أما بشأن صالح أوڤروت، فمعنوياته مرتفعة جدا، وقد التقيت به، وبطبعه المرح، فإن "صويلح" لا يُشعرك بأنك مريض أو أننا متواجدون بمستشفى، فحين تتحدث معه، الحديث معه لا يخلو من الضحك.
هل تتابع أخبار كرة القدم؟ بالتأكيد أتابع باهتمام كبير، وقد شاهدت بالأمس (الحوار أجري صباح أمس السبت) مباراة مولودية الجزائر والوداد البيضاوي، وأنتظر مشاهدة مباراة شباب بلوزداد أمام الترجي.. ومثلما تعلمون، فإن شباب بلوزداد فريق القلب وأتابع أخباره باهتمام..
اتحادية كرة القدم تشهد عهدا جديدا برئاسة عمارة شرف الدين، هل من تعليق بعد هذا التغيير؟ أولا أهنئ عمارة شرف الدين بمنصبه الجديد وأتمنى له حظا موفقا، وما يجب عليه القيام به، لتفادي أخطاء المكتب السابق، هو أن يحيط نفسه بالكفاءات، خاصة على مستوى إدارة الاتحادية.
تقصد أن رئيس "الفاف" عليه بعدم العمل مع الإطارات الحالية؟ المكتب الفدرالي السابق فشل فشلا ذريعا وخلّف وراءه فضائح بالجملة، ومَن يتحمّل المسؤولية بجانب رئيس الاتحادية السابق، هم المنتخبون والإدارة، وبالتالي من غير المعقول أن يتطلع رئيس الاتحادية الجديد إلى تحقيق نجاحات بالتركيبة نفسها التي تعتبر عنوان فشل الاتحادية السابقة.
لكن لا يمكن لشرف الدين تغيير المنتخَبين.. أعلم ذلك، لكن عليه أن يجلب كفاءات على مستوى اللجان الدائمة منها وغير الدائمة، عليه أيضا أن يحيط نفسه بالمستشارين الأكفاء، وأن يعمل على تغيير بعض "الإطارات" على مستوى إدارة الاتحادية، وقد استبشرت خيرا باختيار محمد مشرارة مستشارا لرئيس الاتحادية وفرحت بذلك كثيرا، كون مشرارة كفاءة كبيرة، وقد اتصلت به وهنأته.
هل تقصد أن على شرف الدين عدم العمل مع المنتخَبين؟ هناك نصف تركيبة المكتب الفدرالي محسوبون على المكتب السابق الذي فشل، مكتب فشل رئيسه حتى في ملء استمارة الترشح لعضوية مجلس "الفيفا"، وفشل أيضا في قراءة نقاط جدول أعمال الجمعية العامة، وأعتقد جازما بأن مثل هذا الخطأ الجسيم يقطع الشك باليقين بأن العهد السابق شهد غياب الكفاءات، سواء على مستوى الإدارة أو المنتخبين، وبالتالي، يجب البحث عن كفاءات أخرى من الشباب، وما أكثرها.
في نهاية الأمر، الكرة الجزائرية تشهد رئيسا جديدا ل "الفاف" دون أن يكون لذلك انعكاسات سلبية، ما تعليقك؟ ما حدث خلال الأشهر الستة التي سبقت الجمعية العامة الانتخابية ل "الفاف"، يعتبر عيبا وعارا، بل حرام على عرابي الفوضى ما قاموا به، لقد فرضوا على الجزائريين ضغطا رهيبا بمعلومات غير صحيحة حول تدخل "الفيفا" ورحيل جمال بلماضي، تلك الأبواق كانت تخدم مصالح شخصية على حساب مصلحة الكرة الجزائرية، واليوم، وبعدما اعتلى شرف الدين الرئاسة ولم يحدث أي شيء من ادعاءاتهم، اختفوا عن الأنظار.
تقصد بأن ما حدث كان مخططا له؟ بالتأكيد، بدليل أن "الفيفا" لم تتدخل وبلماضي لم يرحل، وأنا أنتظر إلى حد الآن تدخل "الفيفا" أو رحيل بلماضي.. ألم يؤكد هؤلاء ذلك؟.. ألم يقل البعض منهم بالحرف الواحد.. "إني أملك معلومات عن تدخل "الفيفا" وعن رحيل بلماضي.."، لذلك تبقى قناعتي راسخة بأن ما حدث كان مخططا له لضرب استقرار الكرة الجزائرية من أجل البقاء في المناصب، هؤلاء شعارهم.. نحن ومن بعدنا الطوفان..
ربما كلامك يدعمه غياب صوت تلك الأبواق اليوم..؟ هذا صحيح، وأنا أسأل الذين جعلوا الجزائريين يعيشون وسط فزع وخوف، لماذا لم يحدث كل ما روجتم له؟.. بل أين أنتم الآن؟ الخطير في الأمر أن من بينهم مَن غادر السفينة السابقة نحو السفينة الجديدة وكأن شيئا لم يحدث، والجميع يعرفهم.. بصراحة، ما حدث عيب وحرام، فالمصلحة الشخصية طغت على هؤلاء إلى درجة أن بعضهم راح يهدد الجزائر عبر منابر القنوات العمومية مثل الإذاعة والتلفزيون.. أمر لا يُصدّق، وهؤلاء الأشخاص لا يستحقون الاحترام.
في حال طلبك منك رئيس "الفاف" تدعيم المكتب الفدرالي بصفة خبير بعد تعديل القانون الأساسي، هل ستوافق؟ حالتي الصحية حاليا لا تسمح لي بذلك، فأنا في فترة علاج..
قلت بأنك ستعود بداية جوان، والتعديل يمكن أن يتأخر إلى نهاية الشهر ذاته.. حقيقة لست أدري، ولا أريد استباق الأحداث، فالقانون الأساسي لم يتم تعديله بعد، ورئيس "الفاف" لم يعرض عليّ ذلك. لكن بصراحة، وبصفتي شغوفا بكرة القدم، سأبقى تحت تصرف الكرة الجزائرية، ولو يرى رئيس "الفاف" شرف الدين بأنني قادر على مساعدته، فإنني لن أتأخر.
هل ترى بأن بداية عهد شرف الدين تختلف عن سابقه زطشي؟ الحكم على الرئيس الجديد سابق لأوانه، فهو في بداية العهدة، لكن علينا الاعتراف بأنه أبدى نية منذ البداية في التغيير، بدليل التقائه برؤساء الأندية ومحاولته إيجاد حلول لمشكل تمويل الاحتراف، إلى جانب استنجاده بمشرارة الذي يعتبر كفاءة، ويجب الاعتراف أيضا بأن شرف الدين نجح في تكميم أفواه الذين روجوا لمعلومات كاذبة، ف "الفيفا" لم تتدخل وبلماضي باق، بل إن نجاح "الفاف" في برمجة ثلاث مباريات ودية ل "الخضر" أمام موريتانيا ومالي وتونس بسرعة البرق بعد تأجيل المباريات الرسمية لتصفيات مونديال قطر، يعتبر نقطة إيجابية للرئيس الجديد، وحتى بلماضي وافق على ما يبدو على المواعيد والمنافسين، بمعنى أن بدايته موفقة.
ترأست الرابطة لسنوات، واليوم مشكل البرمجة بعد رحيلك قائم، مثلما هو الحال في اختيار 38 جولة في موسم "كورونا" ما سيترتب عنه عدم الانتهاء من البطولة قبل 30 جوان، ما تعليقك؟ ما يحدث فضيحة، لأن كل المعطيات التي سبقت الموسم الجاري، سواء بسبب تفشي وباء كورونا وعدم القدرة على الانتهاء من بطولة الموسم الماضي بسبب الوباء، وتأخر انطلاق بطولة الموسم الجاري، كانت توحي بأن اختيار 38 جولة للرابطة المحترفة الأولى هو انتحار، والتسيير الحكيم نجده، مثلا، عند الجيران في تونس الذين أوشكوا على الانتهاء من البطولة، بينما البطولة الجزائرية بالكاد انطلقت مرحلة الإياب منها. وعليه، يجب على مَن تعنت وأخذ قرار لعب البطولة ب 38 جولة وفرضه علينا، سواء من الرابطة أو الاتحادية، أن يأتي اليوم ويقدّم لنا الحل أو المخرج، كون "الكاف" أو "الفيفا" حددت آخر آجال الانتهاء من البطولات منذ البداية، والكونفدرالية الإفريقية تطالب الاتحادات بتحديد الأندية التي تشارك في المنافسات القارية للأندية قبل تاريخ 30 جوان، ونحن لن ننتهي من البطولة قبل هذا الموعد، بل إن الرابطة الثانية التي اختير لها ثلاث مجموعات، تشهد سقوط عدة أندية، وبالتالي، نحن نعيش فوضى بسبب غياب بُعد النظر وتعنت المسؤولين السابقين.