دق مدير النشاطات الطبية وشبه الطبية بمستشقى مصطفى باشا الجامعي البروفيسور رشيد بلحاج، ناقوس الخطر، من الوضعية التي اعتبرها بالمعقدة، وأن الأرقام المسجلة لعدد الإصابات بفيروس كورونا مرتفعة، موجها نداء للمواطنين من أجل التحلي باليقظة الشديدة وضرورة التقيد بشروط السلامة و الوقاية من خلال ارتداء الكمامات والتوجه نحو التطعيم لأنه يبقى سلاحا قويا للوقاية من الوباء. وأوضح البروفيسور بلحاج، للقناة الإذاعية الثالثة اليوم الأحد، بأن "الأرقام المسجلة اليوم بعدد الإصابات بفيروس كورونا هي أرقام مرتفعة، ولكن تبقى تقريبية لأنه من الصعب الحصول على الأرقام الحقيقية المتعلقة بحجم وعدد الإصابات، ولا تعبر عن حقيقة الواقع الوبائي في البلد". وأضاف بلحاج ، بان "الجزائر تعرف حاليا موجة ثالثة من كوفيد-19 تقريبا بنفس الأعراض التي عرفناها خلال الصائفة الماضية أثناء الموجة الثانية، ولكن مع بعض الخصوصية هذه المرة، وتتمثل في شدة وقوة الفيروس وارتفاع في عدد الوفيات وتسجيل عدد أكبر من الإصابات في أوساط الشباب"، مشيرا إلى أن "المستشفيات تشهد حالة من الإكتظاظ وذلك بحسب المعطيات المقدمة من قبل الأطباء العاملين في الميدان حيث يلاحظ بأن الحالات الوافدة على المستشفيات تعاني صعوبة في التنفس ويحتاج جلها الى التنفس الاصطناعي، مما خلق ضغطا كبيرا على عدد الأسرة المخصصة للوحدات والأجنحة المخصصة للإنعاش والعناية المركزة"، مؤكدا بأن الأسرة المخصصة للعناية المركزة و عددها 27 بمستشفى مصطفى باشا الجامعي مكتظة حاليا وتم فتح جناحين جديدين خلال ال 48 ساعة الأخيرة للتكفل بالمصابين بالفيروس. وأشار البروفيسور بلحاج إلى وجود عوامل أخرى مدعاة للقلق في هذه المرحلة، وتتمثل في ارتفاع درجات الحرارة خلال هذا الصيف، ويتزامن ذلك أيضا مع نقص حاد في المياه بسبب موجة الجفاف التي تضرب البلاد، وهو ما قد ينعكس سلبا على النظافة بصفة عامة ويؤدي إلى تفشي أكبر للوباء. وبخصوص حالة الأطقم الطبية وشبه الطبية بعد 16 شهرا من ظهور هذا الفيروس ، قال البروفيسور بلحاج "اننا نشهد تزايد حالات الإصابة في أوساط موظفي القطاع من مختلف الأسلاك، حيث تتراوح مابين - وفقا للتقارير الواردة من مصالح طب العمل - سبع إلى ثمان حالات يوميا، وهذا الوضع يقلقنا لأنه سيؤثر على أداء العاملين في القطاع الصحي والذين يشتكون أصلا من شدة التعب والإنهاك ونحن في فترة العطلة الصيفية و الكثير منهم في حاجة للراحة".