خلق العدد المتزايد لاصابات فيروس كورونا بولاية باتنة نوعا من الوعي لدى المصابين بهذا الوباء العالمي الاخذ في الانتشار بشكل رهيب، حيث اتخذ عدد من المصابين من مواقع التواصل الاجتماعي جسرا لايصال ما يعيشنه من جراء الاصابة بالوباء، وتأكيدهم تمكن الفيروس منه مع شرح مفصل للاعراض التي ظهرت عليهم، في محاولة منهم توعية المواطنين سيما منهم اولئك المشككين في وجود الفيروس، حيث كتب عدد من المصابين بكوفيد 19 على صفحاتهم الفايسبوكية عن فقدانهم لحاسة الشم واصابتهم بصعوبة في التنفس وغيرها من الاعراض التي تؤكد انتقال الفيروس اليهم، غير ان استهتار عدد من المواطنين وعدم تصديقهم بوجود الفيروس من اساسه عمق الهوة وعزز من انتشار الفيروس وتمكنه من عدد من المواطنين الذين اغلبهم يجهل مصدر الاصابة به، هذا امام حفلات الزفاف التي تقام بشكل يومي بعديد مناطق الولاية، هذا الى جانب حضور العديد منهم الجنائز وتلقي التعازي، وهو ما تزامن مع التخفيف من اجراءات الحجر الصحي المفروض، وسط نداءات بفرض حجر كلي للتمكن من التحكم في الوضع الخارج عن السيطرة، خصوصا وان ولاية باتنة قد التحقت بركب الولايات المسجلة لاكبر حصيلة للوباء، اذ سجلت امس الاول بها 13 حالة مؤكدة عن طريق التحاليل المخبرية، والتي تضاف الى العديد منها تم تشخيصها بالسكانير والاشعة، تم اخلاء سبيل عدد من المرضى لمتابعة علاجهم بمنازلهم بسبب الاكتضاض الذي تعرفه مستشفيات الولاية، منها مستشفى علي النمر بمروانة، التي بلغت نسبة شغل الاسرة به 100 بالمائة، ما جعل المصلحة المخصصة لمكافحة كوفيد 19 تختار الحالات الواجب الابقاء عليها بالمستشفى وفق الوضع الصحي لمريض، اذ يرعى في ذلك معانات المريض بكورونا من امراض مزمنة، عامل السن، وغيرها من العوامل التي يتم بموجبها تخيير بقاء المريض تحت العناية الطبية او الخروج بعد استجابته لبروتوكول العلاج المعتمد عن طريق الكلوروكين واكمال العلاج بالمنزل وفق اتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة. هذا ففي الوقت الذي شهدت فيه عديد مستشفيات الولاية في وقت سابق خلوها من مرضى كوفيد 19 والتمكن من شفاء عدد من الحالات ومغادرتهم المستشفى عادت موجة ثانية للوباء ارجعت هذه المستشفيات ممتلئة عن اخرها على غرار مستشفى عين التوتة، سليمان عميرات ببريكة، والمؤسسة العمومية الاستشفائية للامراض الصدرية والمعدية بباتنة، التي تستقبل يوميا حالات كورونا. واصابة عدد من الاطقم الطبية وشبه الطبية اذ فاق عددهم 55 فردا اغلبهم اصيبوا اثناء اداء عملهم. من جهة اخرى فان فتح الاسواق الاسبوعية وكذا اسواق الماشية وتزامن ذلك ومقربة عيد الاضحى تهافت المواطنين على هذه الاسواق دون اتخاذ ادنى تدابير الوقاية من تباعد او ارتداء للكمامات التي اقتصرت على افراد يعدون على رؤوس الاصابع، الامر الذي قد يزيد من اصابات كورونا بباتنة، التي يرجع سببها الرئيس الى الزيارات العائلية وتنقلات الاشخاص منذ عيد الفطر المبارك، وبات من الضروري حسب ما دعا اليه بعض المواطنين وكذا اطباء فرض الحجر الكلي لفترة تكون الحد الفيصل في ما تمر به البلاد، خصوصا والرقم المرتفع المسجل امس الاول وطنيا ب 240 حالة تدعو للقلق اكثر من موجة ثانية لكورونا تكون اعنف وقعا من بدايات انتشار الوباء بالجزائر.