انتقدت الأحزاب المعارضة في فرنسا، الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد قرار حكومته بإجراء تخفيض كبير على أعداد تأشيرات الزيارة التي كانت تقدم للقادمين من الجزائر والمغرب وتونس، فيما اعتبرت بعض أحزاب اليمين المتطرف أن ذلك القرار يهدف إلى استقطاب أصوات ناخبيها في الانتخابات الرئاسية القادمة، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية. واتهم سياسيون فرنسيون من اليمين واليمين المتطرف إيمانويل ماكرون، الذي من المتوقع أن يرشح نفسه لإعادة انتخابه في أفريل القادم بمحاولة تقديم مبادرات صارمة ومفاجئة بشأن الهجرة لجلب أصوات ناخبي تلك الأحزاب. ومن بين الذين أعربوا عن استهجانهم لذلك القرار، البرلماني اليميني، أورلين برادي، والذي تساءل عن مغزى توقيت هذه الخطوة مع اقتراب الانتخابات الفرنسية، قبل أن يضيف في تصريحات صحيفة "تتهافت الحكومة في الوقت الحالي لإظهار قدر أكبر من الصرامة والسلطة". وجاء الإعلان عن تحرك الحكومة بشأن التأشيرات في نفس اليوم الذي أعلنت فيه المرشحة الرئاسية اليمينية المتطرفة مارين لوبان إنها سوف تدعو إلى استفتاء يقترح فرض قيود صارمة على الهجرة في حال وصولها إلى كرسي السلطة في قصر الإليزيه. وعندما سُئلت، وزيرة المواطنة مارلين شيابا، فيما إذا كانت حكومتها قد قررت السير على خطى لوبان، أجابت: "نحن لا نضع جدول أعمالنا على أساس مارلين لوبان ..ونعلن عن خطواتنا عندما نكون مقتنعين بها وجاهزين لتنفيذها". وكانت دراسة أجرتها صحيفة "لوموند" هذا الشهر أن الهجرة تحتل المرتبة الخامسة في الاهتمامات الرئيسية للناخبين الفرنسيين، متخلفة كثيرًا عن قضايا أخرى مثل الصحة والبيئة والرعاية الاجتماعية وكيفية تغطية نفقاتهم. لكن الهجرة تهيمن حاليًا على الجدل السياسي في وسائل الإعلام حيث يتنافس اليمين واليمين المتطرف على الأصوات قبل تحديد مرشحيهم. وأما المحلل التلفزيوني اليميني المتطرف إيريك زمور، والذي يحلم أن يكون رئيس فرنسا القادم، فقد أبدى تشددا أكبر من لوبان عندما قال إن بلاده سوف تصبح "جمهورية إسلامية" في غضون قرن في حال لم يجر إيقاف موجات الهجرة إلى الأبد. وكان وزير الداخلية، جيرالد دارمانين، قد قال إن آراء زمور "مخزية" وتسيء إلى المسلمين في فرنسا، الذين بحسب كلامه، قد "خدموا الأمة"، لا سيما في مجالي الخدمة العامة والجيش. وكانت باريس قد أعلنت خفض تأشيرات الدخول إلى النصف بالنسبة للقادمين من الجزائر والمغرب، وبمقدار الثلث للمسافرين من تونس.