أكد مدير تنظيم الأسواق والنشاطات التجارية بوزارة التجارة وترقية الصادرات، أحمد مقراني، وفرة المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع بكميات "كبيرة" تسمح بتفادي أي تذبذبات في تموين السوق خلال شهر رمضان المقبل. وأوضح مقراني، في حوار مع وكالة الأنباء الجزائرية، أن لجنة وزارية مشتركة تعمل حاليا على ضمان توفر جميع المواد الاستهلاكية بكميات كافية وبأسعار "معقولة" في رمضان المقبل. وتظهر حصيلة نشاط هذه اللجنة توفر مخزونات "كبيرة" من مختلف المنتجات الغذائية الرئيسية كافية إلى غاية جوان المقبل، مما يمكن من تموين السوق في رمضان "بكل أريحية". ولدى تفصيله لوضعية المخزونات، كشف مقراني أن الكميات المتوفرة حاليا من مسحوق الحليب على مستوى الديوان الوطني للحليب ومشتقاته تبلغ 105 ألف طن. في حين تقدر مخزونات القمح الصلب ب 9 ملايين و412 ألف و604 قنطار ومخزونات القمح اللين ب 21 مليون و159 ألف و224 قنطار. وتقوم 428 مطحنة للقمح اللين و155 مطحنة للسميد يوميا بتموين الأسواق بحصص معتبرة من الفرينة والسميد بمختلف أنواعه، يوضح المسؤول مؤكدا في الوقت ذاته إمكانية اللجوء إلى الاستيراد "مرحليا" لضبط السوق في حالات الطلب المرتفع. وتشير وضعية المخزونات من جهة أخرى إلى توفر كميات تقدر ب 307 ألف و272 طن من السكر الخام (المادة الأولية) و64 ألف و643 طن من السكر الأبيض. أما الزيت، فتقدر الكميات المتوفرة حاليا ب 66 ألف و705 أطنان من الزيت الخام (المادة الأولية) أي ما يعادل 64 ألف و703 أطنان من زيت المائدة وهو يغطي استهلاك الجزائريين لمدة 40 يوما. وفضلا عن ذلك، تم استلام كميات من الموانئ تبلغ 169 ألف طن و300 طن من الزيت الخام أي ما يعادل 162 ألف طن و528 طن من زيت المائدة، كافية لتغطية احتياجات السوق لمدة ثلاثة أشهر و12 يوما. وبخصوص الحبوب الجافة، تشير الأرقام التي قدمها مقراني إلى توفر مخزونات ب 34 ألف و600 قنطار من العدس و205 آلاف قنطار من الحمص و2423 قنطار من اللوبيا و4664 قنطار من الأرز. وتوجد هذه المخزونات لدى الديوان الوطني الجزائري للحبوب، دون احتساب الكميات التي يستوردها المتعاملون الخواص. من جانبه، يتوفر الديوان الوطني المهني للخضر واللحوم على مخزونات من الثوم تقدر كميتها ب 6 آلاف طن بينما يجري التحضير لبرنامج تخزين كميات من البصل تقدر ب 20 ألف طن. وتعمل وزارة التجارة بالتنسيق مع وزارة الفلاحة على تخزين 100 ألف طن من البطاطا الموجهة للاستهلاك تحسبا لرمضان، لتفادي الاحتكار والمضاربة في الشهر الفضيل. وبالنسبة للحوم، تعكف الشركة الجزائرية للحوم الحمراء "ألفيار" على تنفيذ برنامج لاستيراد 10 آلاف رأس من الأبقار موجهة للذبح، حيث شرعت في العملية الأولى منها والمتعلقة باستيراد ألف رأس من البقر، حسب مقراني الذي ذكر بأن المجمع يحوز على ثلاثة مذابح كبرى في كل من حاسي بحبح بولاية الجلفة وعين مليلة بولاية أم البواقي وبوقطب بولاية البيض. ويحضر من جهته الديوان الوطني لتغذية الأنعام "أوناب" برنامجا خاصا لتوزيع اللحوم البيضاء في شهر رمضان تقدر كميته ب 10 آلاف طن توزع على مستوى 72 نقطة تابعة لها مع إمكانية توسيع هذه النقاط إلى 150 نقطة على المستوى الوطني. بالموازاة مع ذلك، سيتم إنشاء أسواق خاصة على مستوى كل دائرة إدارية للبيع بالتخفيض والبيع الترويجي من أجل السماح للمواطنين باقتناء حاجيتهم بأسعار معقولة طيلة شهر رمضان الفضيل. وسيتم افتتاح هذه الأسواق 15 يوما قبل بداية رمضان لتمتد إلى الأسبوع الذي يلي عيد الفطر. وأفاد مقراني أنه تحضيرا لبرمجة الأسواق الرمضانية، قام وزير التجارة وترقية الصادرات بمراسلة وزير الداخلية والجماعات المحلية، قصد توجيه رؤساء البلديات للانخراط في هذا المسعى وتخصيص فضاءات لهذه الأسواق الرمضانية. وسيشارك في هذه الأسواق الخاصة جميع الدواوين العمومية للتوزيع والضبط عن طريق بيع منتجاتهم (خضر وفواكه وحليب لحوم بيضاء وحمراء...)، فضلا عن غرف التجارة والجمعيات المهنية للتجار. ولضمان عدم ارتفاع الأسعار والحد من المضاربة، تعتزم وزارة التجارة تجنيد أكثر من 8 آلاف عون على المستوى الوطني يقومون بعمليات الرقابة خلال أيام رمضان، نهارا وليلا، حسب المسؤول الذي أكد انه سيتم تجميد العطل لكل الأعوان "استثنائيا" لضمان تواجدهم الميداني في هذه المناسبة. وسيتم تزويد أعوان الرقابة بكل الوسائل الضرورية لضمان أداء مهامهم على أكمل وجه، لاسيما فيما يتعلق بمطابقة المنتوجات المعروضة في السوق.