وضعت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم المنتخب الوطني الجزائري تحت ضغط شديد، وقدّمت الهيئة الكروية القارية مؤشرات قوية على أن "الخضر" يتواجد في قلب "مؤامرة" كبيرة لحرمانه من تحقيق حلم المونديال لفائدة المنتخب الكاميروني. خيار تعيين الحكم البوتسواني، جوشوا بوندو، لإدارة مباراة الذهاب بدوالا الكاميرونية والحكم الغامبي باكاري غاساما، في مباراة الإياب بالبليدة، له دلالة واحدة مفادها أن "الكاف" بصدد تعبيد مونديال قطر لصالح المنتخب الكاميروني على حساب المنتخب الجزائري، من خلال "فرض" حكم له سوابق مع المنتخب الجزائري والنوادي الجزائرية، يقترب من التعادل، وغير معني بالمشاركة في المونديال ضمن حكام إفريقيا، ونقصد به الحكم البوتسواني جوشوا بوندو، صاحب ال44 عاما، الذي رفضه المنتخب الجزائري لإدارة مباراة الجولة الثالثة من دور المجموعات في "الكان" الأخيرة أمام منتخب كوت ديفوار. ويتذكر المنتخب الجزائري الحكم بوندو الذي حرم "الخضر" من ضربة جزاء بالدار البيضاء المغربية أمام منتخب بوركينا فاسو بعد خطأ على رياض محرز، وهو نفس الحكم الذي دوّن تقريرا أسود عن نادي مولودية الجزائر بعد نهاية مباراة العميد بالمغرب أمام الوداد اليضاوي في رابطة أبطال إفريقيا، ولم يسلم من الحكم بوندو سوى شباب بلوزداد الذي فاز معه بثنائية نظيفة أمام صن داونز بجنوب إفريقيا في رابطة أبطال إفريقيا، حين كان عمارة شرف الدين رئيس "الفاف" رئيسا للفريق البلوزدادي. وبما أن العلاقة بين بوندو و"الفاف" متوترة، فقد أقدمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على مراسلة "الكاف" تطلب منها تغييره، وهو مطلب مرجح للرفض، خاصة وأن قائمة الحكام المعنيين بإدارة المباريات الفاصلة اعتمدتها "الفيفا" بناء على اقتراح "الكاف". اختيار بوندو لمباراة دوالا لم يكن اعتباطيا، فهو حكم ليس لديه ما يخسره، وقد تكون آخر مباراة دولية له، وقد توترت علاقته مع الطرف الجزائري، ما يجعل منه أفضل "زبون" لمنافس الجزائر، خاصة وأن حكم مباراة الإياب هو الغامبي باكاري غاساما الذي أدار نصف نهائي مباراة "الخضر" أمام نيجيريا بمصر سنة 2019 في نهائيات كأس أمم إفريقيا وشهدت تأهل المنتخب الجزائري بهدف رياض محرز التاريخي في الوقت بدل الضائع، زيادة على أن غاساما معني بالمشاركة في المنتخب، ما يجعله أفضل حكم ل"حماية" منتخب "الأسود الجموحة" بملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، في نظر الكاميرونيين، على خلاف البوتسواني جوشوا بوندو بملعب جابوما بدوالا. أما الفضيحة الأخرى، فهي تواجد الحكم أرسينيو شادراك مارينغلي من الموزمبيق كمساعد ثان للحكم بوندو، وهو الحكم الذي كان مساعدا للحكم الزامبي جاني سيكازوي في مباراة الذهاب الفاصلة بواقادودو سنة 2013 بين بوركينا فاسو والجزائر، واحتسب ضربة جزاء وهمية على الجزائر بحجة أن الكرة لمست يد المدافع السعيد بلكالام، ما منح "الخيول" وقتها أفضلية تسجيل الهدف الثالث، ما كلّف الحكم الموزمبيقي وقتها سحب شارته الدولية، قبل أن يستعيدها من جديد ويعود لإدارة مباراة من نفس الأهمية للجزائر. ولأن "الكاف" تسير بالمصالح و"اللوبيات"، فإن مدير التحكيم بها، إيدي مايي، قام بتعيين مواطنه من السيشل، برنار هانسل كاميل، كحكم رابع ضمن طاقم جوشوا بوندو، رغم أن كاميل يقترب من سن ال47 عاما، واستغل إيدي مايي عدم اعتراض "الفيفا" على الاحتفاظ بحكام تجاوزوا سن ال45 عاما في حال اجتيازهم بنجاح الاختبارات البدنية، لمنح "هدية" لمواطنه كاميل في مباراة الجزائر بالكاميرون. تجدر الإشارة إلى أن الاتحادات القوية ضمنت حكاما يوفرون لهم "الحماية" خارج قواعدها، على غرار الاتحاد المصري الذي استفاد من الحكم الجزائري مصطفى غربال في مباراة الإياب أمام السنغال بداكار، بجانب الحكمين المساعدين عبد الحق إيتشعلي ومقران قوراري.