سيكون المنتخب الوطني لكرة القدم على موعد متجدد لكتابة التاريخ، سهرة اليوم بملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة، عندما يقابل منتخب الكامرون في إياب الدور الملحق المؤهل لمونديال قطر 2022، مستهدفا بلوغ هذا المحفل الكروي العالمي للمرة الخامسة، بعد مونديال إسبانيا 1982 والمكسيك 1986 وجنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014. وقطع المنتخب الوطني شوطا كبيرا في سبيل تحقيق هذا الهدف، بعد أن حقق إنجازا غير مسبوق يوم الجمعة الماضي، بفوزه ذهابا على منتخب الكامرون على ملعب جابوما بمدينة دوالا، بفضل الهدف رقم 40 لهدافه إسلام سليماني الذي أنهى "مناعة" الأسود الجموحة على ملعبهم، والتي امتدت لأكثر من 24 سنة. ورغم أسبقية نتيجة الذهاب، أكد الناخب الوطني والقائد رياض محرز في مختلف تصريحاتهما على ضرورة الحفاظ على التركيز وعدم الوقوع في فخ التساهل خلال لقاء العودة اليوم، مؤكدين أن "الخضر" فازوا في جولة وتتبقى أمامهم جولة الحسم الأصعب بمناسبة لقاء العودة اليوم على ملعب تشاكر، ولديهم في مباراة بوركينافاسو الأخيرة على هذا الملعب درس وعبرة، حيث وُفق "الخيول" في تسجيل هدفين في مرمى رايس مبولحي، وهو عدد الأهداف التي يحتاجها رفقاء كارل توكو إيكامبي من أجل قلب الطاولة على "الخضر" في هذه المباراة، في أسوء سيناريو ممكن أن يحدث، ولو أنه حدث في ظروف مختلفة بمناسبة استقبال المنتخب الوطني لنظيره الغيني في آخر جولة من تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2008، عندما كان رفقاء كريم زياني بحاجة للتعادل فقط على ملعب 5 جويلية 1962 من أجل التأهل للنهائيات، لكن المنافس كان له رأي مغاير وخطف فوزا بثنائية نظيفة أغرقت "الخضر" ومحبيهم في حالة من الخيبة والحزن الشديد يومها. وملعب البليدة هو معقل انتصارات المنتخب الجزائري الذي لم يذق على أرضه طعم الخسارة يوما منذ أول ظهور له بمناسبة ودية منتخب الكونغو الديمقراطية سنة 2002، وعلى امتداد 42 مباراة فاز منتخبنا في 36 مباراة وتعادل في 6، كما سجل في 116 مناسبة مقابل تلقي 20 هدفا فقط، وتخلل ذلك التأهل في مناسبتين إلى المونديال 2010 و2014. وبالإضافة إلى الأسبقية المعنوية التي يفرضها الملعب، وقبلها نتيجة لقاء الذهاب يبدو المنافس في وضع لا يُحسد عليه بسبب الغيابات المؤثرة التي ضربت تشكيلة المدرب سونغ، وكان آخرها إصابة القائد أبوبكر فينسنت الذي صارت حظوظه في المشاركة اليوم ضئيلة جدا. بالمقابل، يُرتقب أن يلجأ الناخب الوطني لتعديل خطة اللعب التي وظفها في جولة الذهاب بالتخلي عن أحد عناصر ثلاثي الدفاع، وأغلب الظن أنه سيكون عبد القادر بدران، مع إمكانية اللجوء إلى سفيان فغولي للتنشيط الهجومي ويوسف عطال أو أحمد توبة لتعويض غياب رامي بن سبعيني المعاقب.